لا شك أنّ الشريعة الإسلامية بكافة مبادئها وأحكامها تنطوي على غايات وأهداف سامية ، ومن تلك الأحكام ذات الغايات الرفيعة في الإسلام مبدأ وقانون التقية ؛ إذ أنّ الله عزّ وجل عندما شرّع التقية في الشرائع السابقة ، وفي القرآن الكريم ، وعلى لسان نبيّه الأكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم ، لابد وأن تكون له تعالى أهداف ذات ثمار وفوائد تعود على البشرية فرداً ومجتمعاً ، وعلى كافّة المستويات الدنيوية والأخروية .
ومن الواضح أنّ الكثير من الأحكام الشرعية الإلهية التعبدية قد تخفى علينا ملاكاتها وحِكَمها وتأثيرها الإيجابي في الفرد والمجتمع ، كما هو الحال في الحركات الصلاتية وبعض مناسك الحج وغيرها ، ومن تلك الأحكام الشرعية حكم التقية ، فلا ضير أن تخفى علينا الكثير من ملاكاتها وفوائدها ، وهذا لا يؤثّر على وجوب التعبّد بها إذا بلغت حدّ الوجوب ، وتعاطيها إذا كانت مستحبة أو مباحة بنحو من الرخصة الراجحة أو المتساوية الأطراف .
ولكن مع ذلك كلّه هنالك الكثير من الفوائد والثمار لقانون التقية يمكن أن نحصي بعضها في هذا المقال ، سواء الثمار العقلية أو العقلائية أو الشرعية الأديانية ؛ وذلك لأنّ مبدأ التقية ـ كما سبق في مقالات أخرى ـ من المبادئ العقلية والعقلائية التي أقرّها الشارع المقدّس قبل الإسلام وبعده .
وفيما يلي بعض تلك الثمار والفوائد ، ندرجها ضمن العناوين التالية :