معين وإسماعيل بن حمّاد وغيرهم ممّن نصّت على ذكرهم وذكر مواقفهم كتب التاريخ والسِيَر ، كما سبق ذكر ذلك في مقالات سابقة .
ومن هنا يتحصّل : إنّ الملاك الحقيقي والثمرة البارزة للتقية [هو] الحفاظ على حياة الناس وأعراضهم وكرامتهم وأموالهم .
وأمّا تهجّم البعض على تمسّك الطوائف الإسلامية باتخاذ التقية شعاراً ودثاراً وسلاحاً ضد الظلمة والطغاة ، فليس هو إلاّ دعوة للإبادة الشاملة والمقابر الجماعية والتفرقة بين المسلمين وتسليط الظالمين عليهم .
والتقية ديدن كل أقلية تكون السلطات الحاكمة قاهرة لها ، تمنعها من إظهار عقيدتها وإبداء رأيها بحرية ، بل نجد أنّ الشخص إذا تبنّى خلاف ما تتبنّاه الحكومات الجائرة يقتل ويعتدى على عرضه وكرامته ، فتلجأ تلك الأقلية إلى التقية المشروعة والمشرّعة في الإسلام .
ذكرنا في مقال آخر حول التقية أنّ الظالم لو كان يكتفي من المظلوم بالقتل ونهب الأموال مع صمود المظلوم وثباته على عقيدته لكان من الممكن التشكيك في اتخاذ التقية شعاراً ودثاراً .
ولكن الظالم يستخدم كافّة الأساليب الملتوية وغير الإنسانية في مجال التعذيب والاضطهاد ، والابتزاز عن طريق التجاوز على العرض والأهل والولد ، ممّا يجعل المكره والمضطر عرضة لافتقاد دينه ، كأن يشكك في حكمة الله تعالى أو عدله أو رحمته ، ممّا يؤول إلى التشكيك في ذات الله عزّ وجل ورسله وشرائعه ، كما حاولت قريش ذلك في مطلع البعثة النبوية ،