ويمكن أن نتناول هذا العنوان من ثلاث جهات :
إنّ القرآن الكريم تضمّن الرثاء والندبة والعزاء على المظلومين ، حيث استعرض ظلاماتهم بدءاً من هابيل ومروراً ببقية الأنبياء والرسل وروّاد الإصلاح والعدالة ، وكذلك استعرض ما وقع من المصائب والظلم والاضطهاد لبعض الجماعات التي تصدّت لمحاربة الفساد والظلم ، كأصحاب الأخدود وقوافل الشهداء عبر تاريخ الإنسانية ، كما جاء في قوله تعالى :( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ) (١) ، بل نجد أنّ القرآن الكريم رثى المظلومين من الأطفال الصغار المجني عليهم ، نتيجة جهل الجاهلية ، كما في وأد البنات ، قال تعالى :( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) (٢) ، بل أكثر من ذلك ، حيث رثى وندب القرآن الكريم ناقة صالحعليهالسلام لكونها آية وشعيرة من شعائر الله تعالى .
ولم يقتصر القرآن الكريم على رثاء هؤلاء المظلومين فقط ، بل أخذ يتوعّد الظلمة بالعذاب والنقمة والهلاك والتنديد بهذه الأفعال القاسية ، ومن أبرز هذه الموارد هي :
حيث رثاها القرآن الكريم ـ كما سبق ـ فعرض ما حلّ بها في الجاهلية بشكل مثير للعاطفة والوجدان ؛ إذ كانت تدفن في التراب وهي حيّة مع براءتها وصفاء روحها .
ــــــــــــــ
(١) البروج : ٤ ـ ٦ .
(٢) التكوير : ٨ ـ ٩ .