يقول الفيلسوف رسل : ( وإنّما الرأي أن تسمح القوانين في هذا السن بضرب من الزواج بين الشبّان والشابات لا يؤودهم بتكاليف الأسرة ، ولا يتركهم لعبث الشهوات والموبقات وما يعقبه من العلل المحرجات )(١) .
ومن هنا يمكن أن نفهم عمق ودقة المقولة الكبيرة لأمير المؤمنينعليهالسلام ومقولة عبد الله بن عباس حين قالا : ( لولا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقي ) و( ما كانت المتعة ، إلاّ رحمة من الله ، رحم بها أُمّة محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم ولولا نهيه ـ عمر ـ لما احتاج إلى الزنا إلاّ شقي ) .
وهاتان المقولتان تكشفان النقاب عن حقائق هامة منها :
١ـ إنّ المتعة بمثابة السياج الآمن للإنسان من المضاعفات الخطيرة الناتجة جرّاء الحاجة الجنسية الملحّة .
٢ـ إنّ المتعة تحمي الإنسان من التعرّض للعقوبة الإلهية في الدنيا والآخرة .
٣ـ إنّ الإنسان المحتاج إلى الجنس يعتبر إنساناً مريضاً بحاجة إلى علاج ، وقد جعل الله تعالى علاجه في المتعة التي هي رحمة له .
أُثيرت عدّة إشكالات حول زواج المتعة ، إلاّ أنّها إشكالات واهية غير جديرة بالذكر ، إلاّ أنّنا نقتصر على ذكر الإشكال التالي :
مضمون الإشكال : إنّ المتعة لا تختلف في حقيقتها ومضمونها ونتائجها عن العلاقات الجنسية غير المشروعة كالزنا ، فكل من المتعة والزنا يمثّلان تجسيداً وتطبيقاً عملياً لامتهان المرأة ، مع ما يسبّبانه من اختلاط المياه وضياع الأنساب .
ــــــــــــــ
(١) نقلاً عن الفلسفة القرآنية ، العقاد : ص ٩٣ ؛ ونقلاً أزمة الخلافة والإمامة ، أسعد وحيد القاسم : ص٣٢١ .