٣ـ إنّ لهذا اللون من الزواج أهداف متعددة أخرى ، منها :
١ـ الاستقرار النفسي ، وهو نفس الهدف الذي يتوفّر في الزواج الدائم .
٢ـ تلبية الحاجة الجنسية عند الإنسان ، فالإسلام طرح ثلاث صيغ لإشباع الحاجة الجنسية عند الإنسان ، ووضع لكل صيغة ضوابطها الخاصة وهي : ( الزواج الدائم ، الزواج المؤقّت ، وملك اليمين ) فلأجل استيعاب الإسلام لكل حاجات الإنسان وفي مختلف الحالات ، وضع صيغ متعددة تملأ كل الامتدادات التي تتسع لها هذه الحاجة ؛ وبذلك ساهم الزواج المؤقّت من خلق حصانة للإنسان تحميه من الانزلاقات السائبة في درب الرذيلة ؛ لأنّ الجنس طاقة هائجة إذا لم تحصن بالزواج فإنه سوف تنفلت في مسارات الرذيلة لما تحمله من مثيرات ومغريات صارخة .
وقد يكون الزواج المؤقّت الأصل الأمثل في بناء الأسرة لاسيّما في الحالات الاستثنائية التي تطرأ على حياة الزوج تضعه أمام عدة خيارات صعبة بين الانزلاق في درب الرذيلة ، أو الكبت الذي يحمل مضاعفات خطيرة ، أو التعدد في الزواج الدائم ، وقد لا تتوفّر إمكانياته وظروفه الدائمة .
والحاصل : إنّ الزواج المؤقّت حينما طرحه الإسلام لم يطرحه بديلاً للزواج الدائم ، وإنّما لملأ الفراغات التي تستعصي على الزواج الدائم ، ومعالجة الحالات الاستثنائية في حياة الإنسان .
إنّ الزواج المؤقت زواج حقيقة بنص الكتاب والسنّة ، وكان متعارفاً في عصر رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أنّ جاء عمر ونهى عن هذا اللون من الزواج الذي شرّعته السماء !!
وقد أجمع العلماء بالاتفاق ، وعلى اختلاف طبقاتهم واتجاهاتهم ، بأنّ الله تعالى أنزل آية بشأن مشروعية المتعة ، وهي قوله تعالى :( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ) (١) وهي صريحة في الدلالة على تشريع الزواج المؤقّت .
وقد وردت عدّة روايات العامة من المصادر السنّيّة الصحيحة ، تدل بكل وضوح على عدم نسخ هذه الآية ، ولم ينه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم عن هذا اللون من الزواج ، بحيث نجد أنّ كبار الصحابة ، بل المسلمين قاطبة استقبلوا هذا الحكم برحابة صدر من دون استغراب وتوقّف ، وقد وردت عدّة من الروايات في هذا الصدد .
ــــــــــــــ
(١) النساء : ٢٤ .