يسطر لنا القرآن الكريم مجموعة من الدروس الأساسية في حياة المسلمين ، فيبدأ أولاً بذكر ضرورة توثيق الحادثة قبل الخوض في تفاصيلها ، وهذا ما نلمسه في بداية سورة البروج ، فقبل استعراضها لقصة أصحاب الأخدود وتبدأ بالقسم الإلهي أربع مرات( وَالسّماءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ) (٢) ثم بعد ذلك تبدأ السورة المباركة برسم أحداث القصة فتقول :( قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ ) وهذا الأسلوب يعد من أروع أساليب الندبة والرثاء ، وهو نظير قول الراثي : (قُتل الحسين عطشاناً مذبوحاً من القفا مسلوب العمامة والردا).
ــــــــــــــ
(١) المصنف ، ابن أبي شيبه : ج ٨ ص ١٢٢ ؛ الهمّ والحزن ، ابن أبي الدنيا ، ص ٧٧ ؛ وانظر : زاد المسير ، ابن الجوزي : ج ٤ ص ٢٠٤ ؛ وانظر : الدر المنثور ، السيوطي : ج ٤ ص ٣٠ ؛ وانظر : تفسير الثغالبي : ج ٣ ص ٣٤٦ .
(٢) البروج : ١ ـ ٣ .