السنّة اصطلاحاً هي قول المعصوم وفعله وتقريره ، كقول رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذا فعله ، فإنّه إذا فعل شيئاً يدل على مشروعيته ، أو تقريره ، كما لو كان أحد من الصحابة يأكل الجراد ، بمرأى من رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يردعهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فعدم الردع يدل على عدم حرمة أكل الجراد ؛ لأنّه لو كان حراماً لوجب على الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم ردعه ، مع بيان حرمته ، فمن سكوتهصلىاللهعليهوآلهوسلم يستفاد عدم حرمته .
قال ابن الأثير في غريب الحديث : ( والأصل فيها [السنّة] الطريقة والسيرة ، وإذا أطلقت في الشرع فإنّما يراد بها ما أمر به النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً ممّا لم ينطق به الكتاب العزيز ، ولهذا يقال في أدلة الشرع ، الكتاب والسنّة أي : القرآن والحديث )(١) .
وبناءً على ما تقدم يتضح أنّ السنّة تنقسم بالمعنى اللغوي إلى قسمين : سنّة حسنة ، وسنّة سيئة ، كما قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم :( مَن سنّ سنّة حسنة كان له مثل مَن عمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء ، ومَن سنّ سنّة سيئة كان عليه مثل وزر مَن عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ) (٢) .
أمّا السنّة بالمعنى الاصطلاحي ، فهي دائماً سنّة حسنة ؛ لأنّها سنّة المعصومعليهالسلام .
ــــــــــــــ
(١) النهاية في غريب الحديث ، ابن الأثير : ج ٢ ص ٤٠٩ .
(٢) مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج ٤ ص ٣٦١ ؛ سنن الدارمي ، الدارمي : ج ١ ص ١٣٠ ؛ السنن الكبرى ، البيهقي : ج ٤ ص ١٧٦ وغيرها .