5%

الدليل الثالث : البكاء وإقامة المآتم على الإمام الحسين من سنن الأنبياء

لا شكّ أنّ الاعتماد في الاستدلال على مشروعية الشعائر الحسينية بسنن الأنبياءعليهم‌السلام يعد من العناصر المهمة التي لابد أن يعتمد عليها الباحث في المسائل الدينية ؛ وذلك لوجود الأمر الإلهي بوجوب الاقتداء بهم والاتّباع لهم ، ويمكن تقسيم هذا الدليل إلى قسمين :

القسم الأوّل : سنّة الأنبياء في البكاء بصورة عامة .

القسم الثاني : بكاء الأنبياء على الإمام الحسينعليه‌السلام خاصة .

القسم الأوّل :

والشواهد الدالة على هذا القسم بخصوصه كثيرة جداً ، منها :

١ ـ بكاء يعقوبعليه‌السلام على يوسفعليه‌السلام

وهو ما تقدّم من بكاء النبي يعقوبعليه‌السلام على ولده يوسفعليه‌السلام وما ادّخره الله تعالى له من الأجر ؛ حيث ورد في الأثر : ( كان منذ خرج يوسف من عند يعقوب إلى يوم رجع ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه ، يبكي حتى ذهب بصره )(١) وذكر الطبري : ( قيل ما بلغ وجد يعقوب على ابنه قال وجد سبعين ثكلى ، قيل وما كان له من الأجر قال : أجر مائة شهيد ، وما ساء ظنّه بالله قط ساعة من ليل أو نهار )(٢) .

وفي رواية أخرى : ( دخل جبرئيل على يوسف وهو في السجن ، فقال :

ــــــــــــــ

(١) جامع البيان ، الطبري : ج ١٣ ص ٦٤ .

(٢) تاريخ الطبري ، الطبري : ج ١ ص ٢٥٠ ؛ الدّر المنثور ، السيوطي : ج ٤ ص ٣١ .