لا شكّ أنّ الاعتماد في الاستدلال على مشروعية الشعائر الحسينية بسنن الأنبياءعليهمالسلام يعد من العناصر المهمة التي لابد أن يعتمد عليها الباحث في المسائل الدينية ؛ وذلك لوجود الأمر الإلهي بوجوب الاقتداء بهم والاتّباع لهم ، ويمكن تقسيم هذا الدليل إلى قسمين :
القسم الأوّل : سنّة الأنبياء في البكاء بصورة عامة .
القسم الثاني : بكاء الأنبياء على الإمام الحسينعليهالسلام خاصة .
والشواهد الدالة على هذا القسم بخصوصه كثيرة جداً ، منها :
١ ـ بكاء يعقوبعليهالسلام على يوسفعليهالسلام
وهو ما تقدّم من بكاء النبي يعقوبعليهالسلام على ولده يوسفعليهالسلام وما ادّخره الله تعالى له من الأجر ؛ حيث ورد في الأثر : ( كان منذ خرج يوسف من عند يعقوب إلى يوم رجع ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه ، يبكي حتى ذهب بصره )(١) وذكر الطبري : ( قيل ما بلغ وجد يعقوب على ابنه قال وجد سبعين ثكلى ، قيل وما كان له من الأجر قال : أجر مائة شهيد ، وما ساء ظنّه بالله قط ساعة من ليل أو نهار )(٢) .
وفي رواية أخرى : ( دخل جبرئيل على يوسف وهو في السجن ، فقال :
ــــــــــــــ
(١) جامع البيان ، الطبري : ج ١٣ ص ٦٤ .
(٢) تاريخ الطبري ، الطبري : ج ١ ص ٢٥٠ ؛ الدّر المنثور ، السيوطي : ج ٤ ص ٣١ .