قتل الحسينعليهالسلام سمعت قائلاً يقول :
أيها القاتلون جهلاً حسيناً | ابشروا بالعذاب والتذليلِ | |
قد لعنتم على لسان ابن داود | وموسى وحامل الإنجيلِ |
قالت : فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً )(١) .
إنّ البكاء والعزاء على الإمام الحسينعليهالسلام سنّة الأوصياء والأئمّة من أهل البيتعليهمالسلام ، ولا شك أنّ قيامهم بهذا الأسلوب من الحزن والبكاء يكون بنفسه دليلاً مستقلاً لجواز البكاء والعزاء على الإمام الحسينعليهالسلام ، لما يتمتعون به من عصمة وطهارة ، كما نصّ على ذلك القرآن الكريم والروايات المتواترة كحديث الثقلين ، ومن ثمّ لا يكون عملهم إلاّ في طاعة ورضا الله تعالى ، فلابدّ من الاقتداء بهم والأخذ منهم ، وإليك بعض الأمثلة على ذلك :
١ ـ بكاء الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهالسلام ، وقد تقدّم سابقاً .
٢ ـ بكاء الإمام علي بن الحسينعليهالسلام :
( سُئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه ، فقال :لا تلوموني ، فإنّ يعقوب فقد سبطاً من ولده فبكى حتى ابيضّت عيناه من الحزن ولم يعلم أنّه مات ، وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلاً من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبداً ؟ )(٢) .
ــــــــــــــ
(١) الصواعق المحرقة ، الهيتمي : ص ٢٩٣ .
(٢) تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ج ٤١ ص ٣٨٦ ؛ تهذيب الكمال ، المزي : ج ٢٠ ص ٣٩٩ ؛ ونحوه البداية والنهاية ، ابن كثير : ج ٩ ص ١٢٥ .