المصير إليه وحرث ذلك الوضع وزرع ما حواليه )(١) .
٢ ـ قال ابن الضحاك حدثنا هشام بن محمد قال : ( لمّا أجرى الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوماً وامتحى اثر القبر ، فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين وبكى(٢) ، وقال بأبي وأُمّي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتاً ثم بكى وأنشأ يقول :
أرادوا ليخفوا قبره عن وليّه | فطيب تراب القبر دل على القبرِ |
٣ ـ وذكر الذهبي في تاريخه وقوله : ( وفيها ـ سنة ٢٣٦ هـ ـ أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي (رضي الله عنهما) وهدم ما حوله من الدّور، وأن تعمل مزارع ، ومنع الناس من زيارته ، وحُرِث وبقي صحراء )(٣) .
إنّ هذه المآتم ومراسم العزاء على الإمام الحسينعليهالسلام لم تقف عند البكاء والتباكي ، وإنّما هي ناتج الارتباط الوثيق بين المعلومة والإحساس العاطفي لدى الفرد ، فإنّه كلّما ارتبطت الفكرة والمعلومة ارتباطاً وثيقاً مع عواطف الإنسان وأحاسيسه ، يكون تأثير الفكرة في النفس أوقع وأشد ، وكلما ازدادت أواصر هذا الارتباط كانت الثمار المرجوة من تلك الفكرة أكثر نضجاً وأشد تأثيراً ورسوخاً ، فيزداد الفرد المؤمن عزماً وقوّة وتمسّكاً بمبدئه ورسالته ؛ ولذا نرى ذلك التفاعل الإيجابي بين الأمة وشخصية الشهيد والأسوة ، حيث تخلق لنا أبطالاً ومضحّين لهم الدور الفاعل في مسيرة تلك الأمة .
ــــــــــــــ
(١) تاريخ الطبري ، الطبري : ج ٧ ص ٣٦٦ ؛ ونحوه في الكامل في التاريخ ، ابن الأثير : ج ٧ ص ٥٥ ؛ البداية والنهاية ، ابن كثير : ج ١٠ ص ٣٤٧ .
(٢) تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ج ١٤ ص ٢٤٥ .
(٣) تاريخ الإسلام ، الذهبي ؛ حوادث سنة ٢٣١ ـ ٢٤٠ ، ص ١٨ ؛ تاريخ الطبري : ج ٧ ص ٣٦٥ ؛ ونحوه البداية والنهاية ، ابن كثير : ج ١٠ ص ٣٤٧ .