فللمنبر والمحاضرات الحسينية من التأثير الجماهيري الواسع ، ما ليس لغيرها من الوسائل التبليغية والإعلامية الأخرى ؛ لأنّها كانت ولا زالت محل اجتماع المؤمنين على اختلاف طبقاتهم وميولهم ، ولا يستطيع أي خط سياسي مهما أُوتي من تنظيم وتخطيط تعبئة هذه الجماهير وجمعها ـ من دون إجبار ـ بالشكل الذي نراه في مجالس الحسينعليهالسلام فتراها مكتظّة بالحاضرين يسوقهم الشوق إلى الحسينعليهالسلام ويقودهم حبّه ومبادؤه السامية ، لا يبالون في سبيل ذلك بحرٍّ ولا بردٍ ولا عناء .
ومن ثمّ تكون هذه المجالس والمآتم وسيلة أساسية من وسائل تربية المجتمع ـ بطريقة لا شعورية ـ على حسن الاجتماع والتزاور والتعاون ؛ وبذلك تساهم في تأليف القلوب وتواددها وتعاطفها وتراحمها .
١ ـ إنّ السنّة في اللغة تعني الطريقة والسيرة ، وسنّة الله طريقته ، وفي الاصطلاح الشرعي : هي قول وفعل وتقرير المعصومعليهالسلام .
٢ ـ إنّ البدعة لغةً هي إنشاء الشيء لا على على مثال سابق واختراعه وابتكاره بعد أن لم يكن ، كما في قوله تعالى( بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) وفي الاصطلاح الشرعي : هي إدخال ما ليس من الدين في الدين ، أي نسبة شيء إلى الدين وليس منه .
٣ ـ إنّ الشعيرة لغةً هي الإعلام من طريق الحس ، ومنه المشاعر وهي المعالم واحدها مشعر ، والمعنى الجامع بين كلام اللغويين هو الإعلام الحسّي لكل معنى من المعاني ، وهكذا المعنى الاصطلاحي للشعيرة ، فهي أيضاً الإعلام الحسّي لكل معنى ، أو سلوك ديني ، أو حكم من الأحكام الدينية ، فكل ذلك يسمّى شعاراً ، فالشعيرة إذاً هي العلامة .
٤ ـ إنّ الشارع لم يتصرّف في عنوان الشعائر ، بل أبقاها على ما هي عليه في اللغة وهي الإعلام ، وكذلك لم يتدخل في كيفية تحقيقها ووجودها في الخارج ، فأبقاها على ما عليه العرف ، وهذه قاعدة أُصولية مفادها أنّ الشارع إذا لم يتصرّف في مرحلة التطبيق في العنوان الوارد في لسان الدليل ، فإنّ القاعدة والأصل الأوّلي أن يبقى على وجوده ومعناه العرفي ، كما في أحلّ الله البيع .