الفصل الثاني : إبطال دعوى أنّ التوسّل بغير الله شرك وعبادة لغير الله
جواز التوسّل في الشريعة الإسلامية
إنّ التوسّل بغير الله تعالى شرك ؛ لأنّه عبادة لغير الله عزّ وجلّ ، فكيف تتوسّل الشيعة بالنبي الأكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيتهعليهمالسلام ؟
هل التوسّل والاستعانة بغير الله شرك ؟
إنّ سيرة المسلمين على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وبعد وفاته قائمة على التوسّل إلى الله عزّ وجلّ بأوليائه وعباده الصالحين ، والتبرّك بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وآثاره وغير ذلك ـ كما سيأتي ـ ولم يعترض على ذلك أحد من المسلمين إلى زمن ابن تيمية .
فالمنحى القائل إنّ التوسّل بغير الله شرك رأي ابتدعه ابن تيمية في الإسلام ، ولم يسبقه إليه أحد قبله من المسلمين .
فمن الجدير بالملاحظة أنّ الشبهة التي يتردّد ذكرها في كلام ابن تيمية ترجع ـ بحسب زعمه ـ إلى أنّ جعل الواسطة بين العبد وبين ربّه شرك منافٍ للتوحيد .
إلاّ أنّنا نذكّر ابن تيمية وأتباعه ، أنّ هذا التوحيد الذي يتحدث عنه ، ليس هو التوحيد المرضي عند الله تعالى ، بل إنّ توحيد ابن تيمية ، ما هو إلاّ وليد استنتاجات واستنباطات خاطئة ، لا تمتّ إلى الدين بصلة ، ولكي يكون الجواب وافياً ، وخالياً من اللّبس في الدلالة على المطلوب ، لابد من البحث في العناوين التالية :
١ ـ العلل والأسباب .
٢ ـ معنى كلمات الله .
٣ ـ هل الواسطة ضرورية ؟
٤ ـ الفرق بين التوسّل والشفاعة والاستغاثة والتبرّك .