5%

نظام الخلق نظام الأسباب والوسائط

من المسائل المهمّة التي ينبغي الوقوف عليها ، هي كيفية الخلق ، وكيفية صدور الكائنات عن ذات الباري تعالى ، وكيفية ارتباط بعضها مع البعض الآخر .

ومجمل القول في هذه المسألة : إنّ نظام الخلق الإلهي ، إمّا دفعي ( كن فيكون ) ، وإمّا خلقي تدريجي ، أي بواسطة وسائل وأسباب .

وبعبارة أخرى : إنّ مشيئة الله تعالى وحكمته اقتضت أن يكون نظام الخلق عن طريق سلسلة من العلل والوسائط .

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقه في جملة وافره من الآيات المباركه :

قال تعالى :( يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى‏ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (١) .

وقال تعالى :( وَأَنْزَلَ مِنَ الْسّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا

ــــــــــــــ

(١) الحجرات : ١٣ .