سخطك ) (١) .
وقد ورد عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم :( إنّ عليّاً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور مَن أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ) (٢) .
على ضوء ما سبق يتضح السبب في تخطئة الله تعالى للوسائط التي يقترحها الوثنيون ، كما في قوله تعالى :( أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزّلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ) (٣) ، فالله تعالى لا يخطئ أصل الواسطة ، بل التخطئة للواسطة المقترحة التي لم ينزل بها الله تعالى سلطاناً .
وبذلك يتبيّن أنّ الواسطة المرفوضة من قِبل الله تعالى ، هي الواسطة المقترحة من قِبل الناس من دون الخضوع لإرادة الله تعالى ، بخلاف ما لو كانت الواسطة بإرادة الله ومشيئته ، كما هو الحال في الأمر الإلهي للملائكة بالسجود لآدم ، فسجود الملائكة في الحقيقة ليس لآدم بالخصوص ، وإنّما هو امتثال لإرادة الله وطاعة لأمره ؛ لأنّه تعالى هو الذي أمر بذلك ، فالسجود يكون له عزّ وجلّ كما ورد ذلك في روايات الفريقين ، إذاً فالطاعة لله تعالى تتحقّق إذا كانت بإرادة الله تعالى وأمره وإن كان عن طرق الوسائط ، بخلاف أولئك الذين يعبدون من الوسائط ما لم ينزل به سلطاناً .
ــــــــــــــ
(١) شفاء السقام ، تقي الدين السبكي : ص ٢٩٨ .
(٢) حلية الأولياء ، أبو نعيم الأصبهاني : ج ١ : ص ٦٧ ؛ نظم درر السمطين ، الزرندي الحنفي : ص ١١٤ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ج ٤٢ ص ٢٧٠ ؛ ينابيع المودة ، القندوزي : ج ١ ص ٤٠١ .
(٣) الأعراف : ٧١ .