5%

وإذا تبيّن ذلك ؛ نقول : إنّ الشارع إذا لم يكن قد تصرّف في عنوان الشعائر ، ولا في كيفية تحقيقها ووجودها في الخارج ، فإنّها تبقى على ما هي عليه في العرف .

هل تصرّف الشارع في كيفية تطبيق الشعائر ؟

عند إجراء استقصاء لأهم الآيات القرآنية الدالة على مشروعية الشعائر الدينية ، ومحبوبية ورجحان تعظيم شعائر الله تبارك وتعالى ، نجد أنّ الشارع لم يتعرّض لبيان كيفية وجودها في الخارج إلاّ ما تعرّض له في بعض الموارد ، كما في شعائر الحج وغيرها ، حيث جاء ذلك في بعض الآيات القرآنية :

أ ـ قوله تعالى :( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلاَ الشّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلاَئِدَ وَلاَ آمّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ) (١) .

ب ـ قوله تعالى :( ذلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (٢) .

حيث نجد في هذه الآية المباركة دلالة واضحة على مطلوبية ورجحان التعظيم لشعائر الله ، من دون أي تصرّف في كيفية حصول التعظيم ، وهذا يعني إيكال كيفية التعظيم إلى العرف .

ج ـ قوله تعالى :( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِن شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ) (٣) .

ــــــــــــــ

(١) المائدة : ٢ .

(٢) الحج : ٣٢ .

(٣) الحج : ٣٦ .