رواة الاَئمةعليهمالسلام من غير شيعتهم(١) ، بل ولعل البعض منهم من الغُلاة أو الواقفة وغيرهم ، وهذا يؤكد ما قلناه من محورية الاِمام في الاِشعاع العلمي الاِسلامي واستقطابه لكافة الفعاليات العلمية والاجتماعية في عصره.
ولولا الاَوضاع السياسية التي مرّت على الاُمّة الاِسلامية وعصفت بها منذ عهد بني أمية وحتى زمن متأخر من عصورنا الحاضرة لاَلفيت الصحاح والمدوّنات الحديثية قد ملئت بحديث أهل البيتعليهمالسلام بعشرات أضعاف ما تحتويه اليوم ، لكن الخوف من روايته قد حال دون ذلك؛ لاَنّ عقوبة روايته كانت تواجه من قبل السلطان بأقسى ما تتصور من عقوبة أقلّها كان هدم داره ، وحذف اسمه من ديوان العطاء ، ونفيه مع من يلوذ به في العراء ، وهو المرحوم بحاله من قبل السلطة ، هذا إذا لم تنل السيوف من حبال رقبته.
دور الامامعليهالسلام في الحياة العلمية
من المقدمات التي يلزم التذكير بها هنا أن أئمة أهل البيتعليهمالسلام جميعاً هم أبواب مدينة علم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم لا يختلفون سعة ، ولا يتميزون عمقاً ، ولا تتباين أهدافهم البتة ، وإنّما الاختلاف والتباين والتنوع في أدوار كل منهم ، تبعاً للظروف السياسية والاجتماعية والاقليمية التي تتحكم في مساحة تحرك كل إمام على الساحة الاِسلامية ، وفي صفوف الاُمّة.
____________
١) روى عن الاِمام الجوادعليهالسلام من أهل السُنّة إبراهيم بن عبدالحميد الصنعاني ، وإبراهيم بن عقبة ، وإبراهيم بن محمد بن حاجب ، وإبراهيم بن مهدويه ، واُمية بن علي القيسي الشامي ، وجعفر ابن محمد بن مزيد ، ومنخّل بن علي ، وعمارة بن زيد الاَنصاري ، وعمر بن الفرج الرخجي وغيرهم.