7%

خيبة آمال المسلمين:

وخابت آمال المسلمين حينما تسلم العباسيون قيادة الأمة، فلم تتغير أيّة جهة من معالم السياسة الأمويّة، فقد عاد الجور، وانفتح باب الظلم على مصراعيه يقول الدكتور أحمد محمود صبحي: ( ولكن ذلك المثل الأعلى للعدالة والمساواة الذي انتظره الناس من العباسيين قد أصبح وهماً من الأوهام، فشراسة المنصور والرشيد وجشعهم، وجور أولاد علي بن عيسى وعبثهم بأموال المسلمين يذكّرنا بالحجّاج وهشام ويوسف بن عمر الثقفي، وعمّ الاستياء أفراد الشعب بعد أن استفتح عبد الله المعروف بالسفاح، وكذلك المنصور بالإسراف في سفك الدماء على نحو لم يعرف من قبل )(١) وقد صوّر شعراء ذلك العصر مدى خيبة المسلمين وضياع آمالهم في الحكم العباسي، يقول أبو عطاء السندي:

يا ليت جور بني مروان عاد لنا

يا ليت عدل بني العباس في النار

 وقال عطاء يذكر ارتفاع الأسعار:

بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم

فقد قام سعر التمر صاعاً بدرهم

 وقال أحمد بن أبي نعيم:

لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأ

مّة والٍ من آل عبّاس

وقال أبو دلامة في المنصور:

وكنّا نرجي من أمير زيادة

فزاد لنا فيها بطول القلانس

 وقال سليم العدوي:

حتى متى لا نرى عدلاً نسر به

ولا نرى لولاة الحقّ أعوانا

مستمسكين بحقّ قائمين به

إذا تلوّن أهل الجور ألوانا

 __________________

١ - نظرية الإمامة: ص ٣٨١.