14%

في البحوث السابقة.

بناؤه بأمّ الفضل:

وبعدما بلغ الإمام الجوادعليه‌السلام سنّ الخامسة عشر سافر إلى بغداد للزواج بأمّ الفضل التي عقد عليها، وقدم إلى بغداد في شهر صفر ليلة الجمعة، وأقام فيها.

وكان المأمون بتكريت، فقصده، وقابله المأمون بمزيد من الحفاوة والتكريم، وأمر أن تدخل عليه زوجته أمّ الفضل فأدخلت عليه في دار أحمد بن يوسف، وكانت داره على شاطئ دجلة، فأقام بها حتى موسم الحجّ ثمّ خرج منها(١) .

المهنّئون بزواجه:

ووفد جماعة من أعيان بغداد وغيره على الإمام وهم يهنّئونه بزواجه، ويبدون أفراحهم بهذه المناسبة، وكان ممّن وفد عليه محمد بن علي الهاشمي ولنستمع إلى حديثه، قال: دخلت على أبي جعفر صبيحة عرسه بابنة المأمون، وكنت تناولت من أوّل الليل دواءً فأصابني العطش، وكرهت أن أدعو بالماء، فنظر أبو جعفر في وجهي، وقال: أراك عطشاناً؟ قلت: أجل، قال: يا غلام اسقنا ماءً فقلت في نفسي: الساعة يأتون بماء مسموم، واغتممت لذلك، فأقبل الغلام ومعه الماء، فتبسّم في وجهي، ثمّ قال: يا غلام ناولني الماء فتناوله وشرب، ثمّ ناولني فشربت وأطلت عنده، وعطشت فدعا بالماء، وفعل كما فعل بالمرة الأولى، وخرجت من عنده وأنا أقول: أظنّ أنّ أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة(٢) .

لقد خاف محمد على الإمام أبي جعفرعليه‌السلام من العباسيين أن يغتالوه بالسمّ

__________________

١ - تاريخ بغداد لأحمد طيفور: ج ٦ ص ٣٣ ( من مخطوطات مكتبة الإمام كاشف الغطاء ). تاريخ الطبري: ج١ ص ٦٢٣.

٢ - بحار الأنوار: ج ١٢ ص ١١٢.