7%

مُقدّمة

(١)

من أروع صور الفكر والعلم في الإسلام الإمام أبو جعفر الثاني محمّد الجوادعليه‌السلام الذي حوى فضائل الدنيا ومكارمها، وفجر ينابيع الحكمة والعلم في الأرض، فكان المعلّم والرائد للنهضة العلمية، والثقافية في عصره، وقد أقبل عليه العلماء والفقهاء ورواة الحديث، وطلبة الحكمة والمعارف، وهم ينتهلون من نمير علومه وآدابه، وقد روى عنه الفقهاء الشيء الكثير ممّا يتعلّق بأحكام الشريعة الإسلامية من العبادات والمعاملات وغير ذلك من أبواب الفقه، وقد دوّنت في موسوعات الفقه والحديث.

لقد كان هذا الإمام العظيم أحد المؤسّسين لفقه أهل البيتعليه‌السلام الذي يمثّل الإبداع والأصالة، وتطور الفكر.

وروى عنه العلماء ألواناً ممتعة من الحكم والآداب التي تتعلّق بمكارم الأخلاق وآداب السلوك، وهي من أثمن ما أثر عن الإسلام من غرر الحكم التي عالجت مختلف القضايا التربوية والأخلاقية.