7%

مُقدِّمة الطبعة الأُولى

لا أُريد الآن التعريف بثورة الحسينعليه‌السلام ولا ينبغي لي ذلك، بعد أنْ علم الخالق والمخلوقون بأنَّها غنيَّة عن التعريف بحدودها وصمودها وارتفاعها واتِّساعها. ويكفي أنَّها هي التي صنعت التاريخ ولم يصنعها التاريخ، وهي التي قدَّمت الأُمثولة الكُبرى للتضحية، في سبيل طاعة الله بكلِّ ما يملك الفرد مِن نفس ونفيس.

فالتعريف بها تعريف بالمعرَّف والمعرَّف لا يُعرَّف. وإنَّما يُهمُّني الآن التعريف بهذا الكتاب الذي بين يديك؛ وذلك أنَّ القارئ إنَّما يستطيع أنْ ينال منه الفائدة المطلوبة، إذا اتَّصف بالصفات التي نُشير إليها، وإلاَّ فسوف يكون الإعراض له أولى وأحجى.

أوَّلاً: أنْ يكون موضوعيَّ التفكير. لم يختر سلفاً اتِّجاهاً مُغايراً، بلْ يُحاول أنْ يُحكِّم عقله الخالص في كلِّ ما يسمع مِن الأُمور، مُطبِّقاً ذلك على الكتاب الكريم والسُّنَّة الشريفة، فإنَّما هي المحكُّ الرئيسي للمسلمين في تشخيص الحقِّ مِن الباطل.

ثانياً: أنْ يكون للفرد اطِّلاع كافٍ على تاريخ الحسينعليه‌السلام وأصحابه وأهل بيته، قبل وأثناء وبعد واقعة كربلاء؛ فإنَّ سرد هذا التاريخ خارج عن اختصاص هذا الكتاب؛ ومِن هنا تعمَّدت حذفه وتكلَّمت حوله مُعتمداً على الاطِّلاع العامِّ في أذهان القُرَّاء عن ذلك، فإنْ لم يكن القارئ الكريم مُطَّلعاً على هذا التاريخ، فالأفضل له أنْ يُراجع مصادره أوَّلاً، ثمَّ يُراجع هذا الكتاب ثانياً.

ثالثاً: أنْ يكون للفرد اطِّلاع كافٍ عن أوضاع الخُطباء، المذكّرين بثورة الحسينعليه‌السلام أساليبهم وأقوالهم، فإنِّي أخذت هذا الواقع المعاش، ولو مِن