7%

البكاءُ على الأموات

وليس المراد البكاء على الأموات حقيقة، بل البكاء الذي يكون في الظاهر على الحسينعليه‌السلام ، وفي القصد الواقعي على الأموات، فهل يكون الفرد عليه مستحقّاً للثواب أم لا؟ وقد عرفنا قبل قليل عدم استحقاقه للثواب لا محالة؛ لعدم وجود الإخلاص والقصد القربي لديه، ولكن وردت في ذلك رواية من حيث إنّ الراوي يسأل الإمامعليه‌السلام بما مضمونه: إنّني أبكي على الحسينعليه‌السلام فأتذكّر أمواتي فأبكي عليهم، فأجابهُ بما مضمونه:(نعم، ابكِ ولو على أمواتك) (١) .

وهذه الرواية أيضاً غير معتبرة السند، ومعهُ يبقى الأمر على القاعدة الأوّليّة وهي عدم وجود الثواب، إلاّ في بعض الموارد التي نشير إليها فيما بعد.

وإن كانت الرواية معتبرة السند، فقد تمّ المطلب، يعني أنّنا نأخذ بمحتواها: وهو وجود الاستحباب حتّى في هذه الصورة، وهي البكاء على الأموات، ما دام الظاهر هو البكاء على الحسينعليه‌السلام ، والأمر غير خاصّ بواحدٍ معيّن بطبيعة الحال، فقد يبكي ألف من الموجودين على أمواتهم بهذه الصورة، وهذا ما يدلّ على أنّ الشارع المقدّس - لو صحّت الرواية - يريد حفظ الظاهر أو الصورة الظاهريّة لبكاء الناس، وإن كان قصدهم مختلفاً، وهذا ليس جزافاً، بل فيه فوائد وحِكم ومصالح حقيقيّة، يمكن أن نُدرك منها ما يلي:

أوّلاً: حفظُ تسلسل الشعائر الدينيّة واستمرارها.

ثانياً: إثبات وجود هذه الشعائر أمام مَن لا يؤمن بها أو لا يُنجزّها.

____________________

(١) الكافي للكليني: ج٢، ص٤٨٣، بنفس المعنى.