7%

النقطة الرابعة: قولهم للحسينعليه‌السلام :(قلوبُنا معك وسيوفنا عليك) ، وهذا معناه: أنّ السيوف وإن كانت عليه ظاهراً، إلاّ أنّ القلوب معهُ واقعاً فمن غير المحتمل أن توجد لهم همّة حقيقيّة لحربه.

النقطة الخامسة: ما وردَ في التاريخ عنه شخصيّاً: أنّ أفراد الجيش المعادي كانوا يتحامون عن قتله(١) ، و لا يريد كلّ منهم أن يكون هو البادئ بالضرب ضدّه، ومن دلائل ذلك: أنّه وردَ عن أصحابه أنّهم التحموا في مبارزات مفردة مع الأعداء، مع أنّه لم يرِد ضدّ الحسينعليه‌السلام ذلك أصلاً، بل كان يكتفي بالهجوم على الجيش ككلّ، وهم يفرّون من بين يديه فرار المِعزى إذا شدّ فيها الذئب، كما وردَ مثاله في التاريخ(٢) .

النقطة السادسة: ما وردَ من بعض أفراد الجيش المعادي، بل ربّما عددٍ منهم، كانوا يُشفقون على الحسين وأصحابه، حتّى أنّ عمر بن سعد - وهو قائد الجيش كلّه - شوهِدَ والدموع تنزل من عينيه أكثر من مرّة(٣) .

وممّا يَدعم ذلك: ما وردَ من أنّ الحسينعليه‌السلام حين أخذَ ولدهُ الرضيع ليطلب لهُ الماء، اختلفَ العسكر في شأنه فقال بعضهم:إن كان ذنبٌ للكبار فما ذنبُ الصغار ، وقال البعض:لا تُبقوا لأهل هذا البيت باقية (٤) .

إذاً، فليسوا كلّهم على رأيٍ واحد، وكان يوجد فيهم مَن هو مستعدّ للمناقشة، وإن لم يكن يظنّ أنّ الأمر سوف يؤول بالحسين وأصحابه إلى هذه الدرجة من البلاء.

____________________

(١) الخوارزمي: ج٢، ص٣٥.

(٢) البحار للمجلسي: ج٤٥، ص٥٠، اللهوف لابن طاووس: ص٥١.

(٣) الكامل لابن الأثير: ج٤، ص٣٢، تاريخ الطبري: ج٦، ص٢٥٩.

(٤) مقتل الخوارزمي: ج٢، ص٣٨.