7%

الذِّكْرَى ) (١) . إلى آخر المورد. وكقوله تعالى:( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) (٢) . إلى غير ذلك مِن الموارد.

الوجه الرابع: إنَّنا لو تنزَّلنا عن قبول الوجوه السابقة، فمعنى ذلك: أنَّ ظاهر القرآن الكريم دالٌّ على حاجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى مُشاورة غيره مِن البشر، وليس مؤيَّداً ولا مُسدَّدا بالوحي الإلهي والحكمة الإلهيَّة؛ فيكون هذا الظهور غير مُحتمل دينيَّاً على الإطلاق، وكلُّ ظهور قرآني أو غيره يُنافي القواعد العامَّة العقليَّة أو النقليَّة، فإنَّه يسقط عن الحُجيَّة، ولا بُدَّ مِن تأويله بحيث يوافق تلك القواعد، فإنَّنا إذا تنزَّلنا وقَبِلنا في حقِّ أيِّ معصوم أنَّه قائد دنيويٌّ، فلا يُمكن ذلك بالنسبة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قائد الإسلام، والقول بذلك خروج عن دينه الحنيف.

وبهذا ينتهي الحديث عن الاستدلال بالآية الكريمة.

الدليل الثاني: لا بُدَّ أنْ نحمل القائد المعصوم على أنَّه قائد دنيوي، وأنَّنا مُكلَّفون بعرض محاسن الدين الإسلامي للكفَّار والفسَّاق والدنيويِّين عموماً - لو صحَّ التعبير - ومِن الواضح أنَّ هذه الطبقات لا تؤمن بالمعصوم معصوماً، بلْ غاية ما يُستطاع إقناعهم به هو كونه قائداً دنيويَّاً فَذَّاً حكمياً رشيداً ناجحاً في قيادته، فإذا توقَّف عرض محاسن الإسلام عليهم على هذا النحو مِن التفكير، أصبح صحيحاً ومُتعيِّناً.

____________________

(١) سورة عبس آية (١ - ٤).

(٢) سورة الحاقة آية (٤٤ - ٤٦).