تأخذهم العاطفة أو الميول الدنيويَّة، بحيث يسيرون في طريق لا يُريده الإمام الحسينعليهالسلام نفسه.
وفي الواقع لا أستطيع أنْ أُصوِّر نفسي بأنَّني قد حقَّقت هذا السِّفر الجليل، الذي كتبه مرجع مِن أكبر مراجع المسلمين ومُفكِّريهم، إلاَّ أنَّي أقول: إنَّ هذا مِن نعم الله سبحانه ومَنِّه عليَّ.
فاعرف - أيُّها القاري الكريم - أيُّ جوهرة بين يديك، فما عليك إلاَّ أنْ تُعطيها قيمتها الحقيقيَّة؛ لتكون الاستفادة تامَّة إنْ شاء الله تعالى.
أودُّ أنْ أُنبِّه القارئ الكريم، إلى أنَّ أُسلوب سماحة المؤلِّف في الكتابة أُسلوب استدلاليٌّ، خالٍ مِن التعبير الإنشائي المطوَّل، والحشو الزائد في الكتابة؛ لذلك ستجد مادَّة علميَّة مُركَّزة، تحمل بين طيَّاتها مضامين عِدَّة؛ فإذا كنت تُريد الاستفادة التامَّة مِن هذا الكتاب، فلا بُدَّ مِن التركيز أثناء القراءة، وعدم الشرود الذهني، أو القراءة السطحيَّة، وإلاَّ فاتك الشيء الكثير. ففي بعض بحوث هذا الكتاب ستجد أنَّ سماحة المؤلِّف يُقسِّم لك الموضوع، أو يُجيب على عِدَّة مُستويات، وكلُّ مستوى تتفرَّع منه عِدَّة أوجُه، وكلُّ وجه ينقسم إلى عِدَّة نقاط، وهكذا؛ فإذا سرحت في إحدى هذه الانقسامات، أو لم تفهمها بشكل صحيح؛ ضاع عليك المطلب كلُّه، أو لرُبَّما تفهم شيئاً خلاف ما يُريده سماحة المؤلِّف. فإنَّك ستجده يطرح بعض المواضيع ثمَّ يُشكِل عليها، ويرجع فيردُّ هذه الإشكالات؛ فيجب عليك أنْ تُركِّز في مُراد سماحة المؤلِّف، هل هو إثبات هذه الأُطروحة، وتفنيد الإشكالات التي يُمكن أنْ توجَّه إليها؟ أو إبطال هذه الأُطروحة وتأييد الإشكال المحتمل.
ولذلك؛ أنصح بإعادة قراءة الموضوع - بلْ الكتاب بأكمله - لأكثر مِن مرَّة، وهذا الرأي نتج عن تجربة شخصيَّة، فإنَّ تحقيق هذا الكتاب اضطرَّني إلى إعادة