7%

يتَّصفوا بهذه الصفة، بعد أنْ يصلوا إلى درجات عالية مِن طهارة النفس والإخلاص واليقين.

وإنَّ أهمَّ وأخصَّ مَن يُمكن أنْ يتَّصف بذلك همْ أصحاب الأئمَّةعليهم‌السلام ، مِمَّن تربُّوا على أيديهم وانصاعوا إلى توجيهاتهم.

فإذا تمَّ لنا ذلك؛ أمكننا أنْ نُعقِّب عليه ما يتَّصف به الراسخون بالعلم مِن مزايا وصفات تفوق غيرهم، بما لا يُقاس ولا يعرفه الناس، بما فيه الاطِّلاع على مراتب مِن تفسير وتأويل القرآن الكريم. وكذلك الاطِّلاع على كثير مِن واقعيَّات الأُمور، التي لا يعرفها إلاَّ الخاصَّة مِن الخلق، وإنَّما نحن نعترَّض ونستشكل لمدى جهلنا بهذه المراتب العُليا، ولمدى قصورنا وتقصيرنا لا أكثر ولا أقلَّ.

الوجه الرابع: إنَّ هؤلاء مِن خاصَّة أصحاب الأئمَّةعليهم‌السلام مِن (المقرَّبين)، بعد أنْ نلتفت إلى أنَّ سورة الواقعة مِن القران الكريم، قسَّمت البشر إلى ثلاثة أقسام لا تزيد و لا تنقص، هم:

أوَّلاً: أصحاب الشمال(١) أو أصحاب المشئمة(٢) وهُمْ أصحاب النار هُمْ فيها خالدون.

ثانياً: أصحاب اليمين(٣) .

ثالثاً: المقرَّبون(٤) .

إذاً؛ فالأخيار مِن الناس، غير (أصحاب الشمال) على قسمين: أصحاب يمين، ومُقرَّبون.

وهذان القسمان يختلفان كثيراً في الدرجات عند الله سبحانه، إلى

____________________

(١) سورة الواقعة. آية ٤١

(٢) سورة الواقعة اية ٥

(٣) سورة الواقعة. آية ٣٨ و ٩٠ و ٩١

(٤) وهم السابقون كما عبر عنهم القرآن فيقول الله تعالي( السابقون السابقون أولئك المقربون ) سورة الواقعة آية (١٠ - ١١).