7%

الهدف الخامس: المحتمل لثورة الحسينعليه‌السلام ، هو طلب الإصلاح أو مُحاولة الإصلاح في الأُمَّة المسلمة، أُمَّة جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا هو الذي روي عنهعليه‌السلام حين يقول:(... لم أخرج أشِراً ولا بطِراً ولا ظالماً، وإنَّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمَّة جَدِّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أُريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) (١) ، وذلك حين رأى سلام الله عليه أنَّ الدين قد تغيَّر عن القلوب وأنَّ المعروف لا يُعمل به وأنْ المنكر لا يُتناهى عنه، وأنَّه لم يبقَ منه صُبابة إلاَّ كصُبابة الإناء، أو خساسة عيش

____________________

= فجذبه مِن حِجرها، وضرب به الحائط فانتثر دماغه على الأرض أمام أُمِّه).

ويدخل القوم المدينة وتجول خيولهم فيها، فيقتلون وينهبون فما تركوا في المنازل مِن أثاث ولا حُليٍّ، ولم يتركوا فراشاً إلاَّ نفضوا صوفه ولم يتركوا حتَّى الحمامة والدجاج إلاَّ كانوا يذبحونها. فهذا أبو سعيد الخدري صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدخلون عليه، فينتفون لحيته ويضربونه ضربات ثمَّ يأخذون كلَّ ما يجدون في بيته حتَّى الصوف، وحتَّى زوج حمام كان له، بالرغم مِن أنَّه عرَّف لهم نفسه.

والأفظع والأدهى مِن ذلك كلِّه إباحة مسلم بن عقبة - بأمر مِن يزيد - نساء المدينة المنوَّرة لجيش الشام ثلاثة أيَّام، وكأنَّهنَّ لسن مُسلمات، أو أنَّهنَّ أُسارى حرب غير المسلمين، وهذه الجريمة النكراء ارتُكبت عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي حرم النبي وحِمى النبي، فنادى مُنادٍ (مسلم) في أهل الشام: يا أهل الشام، إنَّ أميركم مسلم بن عقبة - بأمر مِن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية - أباح لكم هذه المدينة كلَّها ثلاثة أيَّام، ومَن زنى بامرأة فذاك له. فوقع جيش الشام في الزنا بالمسلمات، وفيهن بنات المهاجرين والأنصار، وفيهن ذوات الأزواج، وفيهن الأبكار...

وأمَّا في السنة الثالثة، فإنَّ خليفة المسلمين يبعث بجيش جرَّار إلى مكَّة المكَّرمة؛ لحصار عبد الله بن الزبير، فرموا الكعبة المقدَّسة بأحجار صخام ونار مِن المِنجنيق، حتَّى حطَّموها وأحرقوها، ولم يبقَ منها سوى المدر، فهذه ثلاث سنوات حكمها الطاغية، فعمل بها تلك الجرائم الكُبرى، وليت شِعري، لو كان عاش أكثر مِن ذلك ماذا كان يفعل؟!

راجع دائرة معارف القرن العشرين ج٤ - الإمامة والسياسة لابن قتيبة السفينة ج١ - ناسخ التواريخ (مُجلَّد زين العابدين) - شواهد التنزيل ج١ ص٣٤٥ - تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير (وقائع سنة ٦١....٦٤هـ) - تاريخ الفتوح لابن أعثم ج٥.

(١) مقتل الخوارزمي ج١ص١٨٨ مناقب بن شهرآشوب ج٣ص٢٤١ط نجف - أسرار الشهادة للدربندي ص١٩١.