7%

أهمِّيَّة البحث

تنقسم دراسة العلوم إلى قسمين، أو بتعبير آخر يُنظر في دراسة العلوم مِن جنبتين:

الأُولى: داخلية، وهي الخوض في مسائل نفس العلم وموضوعه وتعريفه.

والثانية: خارجية، وهي أنْ يُنظر إلى العلم مِن حيث ولادته ونشوئه ومراحل تطوُّره التي يمرُّ بها إلى تكامله، وما يقف في طريق تطوُّره مِن عثرات، وما يصاب به مِن نكسات على طول الفترة الزمنية التي يمرُّ بها، وهذا ما يُدعى تاريخ العلم.

وقد حازت دراسة تاريخ العلوم اهتمام الباحثين والمحقِّقين في العصور الأخيرة، فانصبَّت جهودهم على دراسة تاريخ مختلف العلوم، واستعراض سَيرها التكاملي, فأصبح لكلِّ علم تاريخ خاص به يستعرض مسيرته عِبر الزمن.

ولهذه الخطوة قيمتها وأهمِّيتها، حيث إنّ الباحث والمحقِّق حينما يواكب المراحل التكاملية للعلـوم، يجد أنَّ دراسة تاريخ كلِّ علم لا تنفكُّ عن البحث العلمي في موضوعه ومسائله.

ويمكن تصوير أهمَّية البحث في تاريخ العلم بالنقاط التالية:

١ ـ مدخليَّة دراسة تاريخ العلم في فهْم نفس العلم ونظريَّاته.

إنَّ دراسة تاريخ العلم تُساهم مساهمة جدِّية في فهم نظريات العلم، مِن خلال فهْم الظروف التي أسهمت في تكوُّن النتائج النهائية لهذه النظرية أو تلك، مثلاً إذا درَسنا نظرية حُجِّيّة الخبر الواحد، وأحطنا بكلِّ جوانبها، وفي ضمنها الجانب التاريخي لهذه المسألة، فإنَّنا ضمن هذا الإطار لابدَّ