3%


أقول :

هذا من السّعد عجيب جداً ، وأيّ معنى لأن يدعو الإنسان نفسه؟ وعلى فرض وروده في شيء من الاستعمالات الفصيحة فهو مجاز قطعاً. وقد ذكر شيخه العضد في ( المواقف ) وكذا شارحها الجرجاني وجه الاحتجاج بالآية المباركة وهذه هي العبارة : « وجه الاحتجاج : إنّ قوله تعالى : (وأنفسنا ) لم يرد به نفس النبي ، لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه ، بل المراد به علي ، دلّت عليه الأخبار الصحيحة والروايات الثابتة » ثم ذكرا في الجواب : « وقد يمنع أن المراد بأنفسنا علي وحده ، بل جميع قراباته » فهما يسلّمان أنّ الإنسان لا يدعو نفسه ، وإنّما يمنعان أن يكون المراد علي وحده وقد أجبنا عن هذا المنع.

وعلى الجملة ، فما ذكره السّعد في غاية السخافة والسّقوط.

قال(٢٩٩) :

( وإنّ وجوب المحبة وثبوت النصرة على تقدير تحققه في حق علي فلا اختصاص به ).

أقول :

هذا إشكال في دلالة آية المودّة وآية( وصالح المؤمنين ) ولا أحد من المسلمين ينكر كون علي ممّن نزلت فيه آية المودّة ، وكون فاطمة زوجته والحسنين ولديه شركاء معه في ذلك لا يضرّ بالاستدلال كما هو واضح. وأمّا كون المراد من( صالح المؤمنين ) أمير المؤمنينعليه‌السلام وحده وأنّ الآية مختصة به فذاك ما اتّفقت عليه أخبار الفريقين وأقوال علمائها(١) ولكن السعد يجهل أو يتجاهل!

قال (٢٩٩) :

( وكذا الكمالات الثابتة للمذكورين من الأنبياء ).

أقول : هذا إشارة إلى حديث : « من أراد أن ينظر » لكن هذا الحديث

__________________

(١) الدر المنثور ٦/٢٤٢.