4%

(الشاهد (1) )

إنَّما يخشى الله من عباده العلماءُ(1)

ينقل العالم الهندي، الدكتور عناية الله المشرقي، حادثة حصلت معه، فيقول: في يوم أحد من أيام سنة 1909، وكانت السماء تمطر بغزارة، وخرجت من بيتي لحاجة ما، وإذا بي أرى الفلكي المشهور (السيّد جيمس جينز)، الأستاذ بجامعة كامبردج، ذاهباً إلى الكنيسة، متأبِّطاً الإنجيل والمظلّة، فدنوت منه وسلّمت عليه، فلم يردّ عليّ، فسلّمت مرّة أُخرى، فسألني: (ماذا تريد منّي؟ ). فقلت له: أمرين - يا سيّدي -.

الأول: هو أنّ مظلّتك تحت إبطك؛ على الرغم من شدّة المطر؟! فابتسم السيّد جيمس، وفتح مظلّته فوراً.

فقلت له:والآخر: هو استفهامي عن الذي يدفع رجلاً - مثلك - ذائع الصيت في العالم أن يتوجّه إلى الكنيسة؟!

وأمام هذا السؤال توقّف السيّد جيمس لحظة، ثمّ قال: (عليك اليوم أن ترتشف شاي المساء عندي).

وعندما وصلت إلى داره في المساء، خرجت (السيّدة جيمس) الساعة الرابعة تماماً، وأخبرتني أنّ السيّد جيمس ينتظرني.

وعندما دخلت عليه غرفته، وجدت أمامه منضدة صغيرة، موضوعاً عليها عدَّة الشاي، وكان السيد شارداً يتفكّر، وعندما شعر بوجودي سألني: (ماذا كان سؤالك؟). ودون أن ينتظر ردّي، بدأ يشرح عن تكوين الأجرام السماوية، ونظامها المـُدهش، وأبعادها وفواصلها غير المحدودة، وطرقها، ومداراتها وجاذبيتها، وطوفان أنوارها المـُذهلة، حتّى إنَّني شعرت أنّ قلبي يهتزّ بهيية الله وجلاله، وأما السيّد جيمس، فوجدت شعر رأسه مقشعرّاً، والدموع تنهمل من عينيه، ويديه

____________________

(1) الإسلام يتحدّى.