5%

وبادر دعبل قائلاً:

(ما شريطته؟...).

قال قوله:

أخ خير من آخيت أحمل ثقله

ويحمل عنّي إذا حملته ثقلي

أخ إن نبا دهر بنا كنت دونه

وإن كان كون كان لي ثقة مثلي

أخ ماله لي لست أرهب بخله

ومالي له لا يرهب الدهر من بخلي(1)

وفي أثناء سفرهم قطع عليهم الطريق فاضطرّوا إلى ركب حمير تحمل الشوك، فقال إبراهيم:

أعيدت بعد حمل الشوك أحمالاً من الخزف

نشاوى لا من الخمر بل من شدّة الضعف

وقال: لرزين أجز هذا، فقال:

فلو كنتم على هذا تصيرون إلى النصف

تساوت حالكم فيه ولم تبقوا على الخصف

ثم قال لدعبل: أجز هذا يا أبا علي، فقال:

إذا فات الذي فات فكونوا من ذوي الظرف

وخفوا نقصف اليوم فإنّي بايع خفي(2)

وانتهت قافلة هؤلاء الأعلام تطوي البيداء لا تلوي على شيء حتى انتهت إلى خراسان، وفور وصولهم، بادروا إلى مقابلة الإمامعليه‌السلام فأنشده دعبل تائيته الخالدة التي سنذكرها، وأنشده إبراهيم بن العباس قصيدته التي لم يرو المؤرّخون منها إلاّ هذا البيت:

أزالت عناء القلب بعد التجلّدِ

مصارع أولاد النبي محمّدِ

واحتفى بهم الإمام، وقابلهم بمزيد من الحفاوة والتكريم.

جائزة الإمام لدعبل:

ووهب الإمام إلى دعبل صرّة فيها عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة باسمه(3) ، ولم تكن تلك الدراهم قد وقعت في يد أحد قبل دعبل، فرفض دعبل

____________________

(1) تأريخ ابن عساكر 5 / 331.

(2) عيون أخبار الرضا 2 / 141 - 142.

(3) الأغاني 18 / 29، معجم الأدباء 4 / 194، وفي رجال الكشي (ص 314) أنّه أعطاه ست مائة دينار، وفي الإتحاف أنّه أعطاه مائة دينار وهو بعيد عمّا عرف به الإمام من الكرم والسخاء.