3%

١٧٩ - احمد بن أبى بشر السراج(١)

كوفى، مولى، يكنى أبا جعفر، ثقة في الحديث واقف(٢)

____________________

(١) وهكذا عنونه إلى آخر الترجمة الشيخ في الفهرست(٢٠) مع تفاوت يسير مثل قوله: واقفى المذهب.

ويأتى رقم(٢١٧) احمد بن محمد بن بشر السراج. والاتحاد غير بعيد كما عن الوحيدرحمه‌الله .

وفى مجمع الرجال للقهپائى: كش في احمد بن ابى بشر المعروف بابن السراج، من اصحاب الرضاعليه‌السلام ، حدثنى محمد بن مسعود الحديث كما يأتى عن الكشى.

(٢) قد حققنا في محله صحة العمل بأخبار اصحاب المذاهب الباطلة اذا كانوا ثقاتا في النقل متحرزين عن الكذب مأمونين في الحديث، غير متساهلين في السماع والرواية. وقد صرح بذلك شيخ الطائفة ره في العدة في القرائن الدالة على صحة الاخبار في كلام مبسوط له، كما انه قد حققنا في فوائدنا، وفيما تقدم في المقدمة (ج ١ ١٢٠) من البحث فيمن كان ثقة في الحديث، انه لا يكون الرجل ثقة في الحديث الا مع خلو حديثه عما يوجب الطعن بوجه، وانه لا ينافى ذلك عدم كونه ثقة في مذهبه فلاحظ وتأمل توثيق النجاشى للحسن بن محمد بن سماعة مرتين مع تصريحه بعناده في الوقف، وغير ذلك مما ذكره في ثقات الواقفة والفطحية والعامية.

نعم هناك اشكال في رؤساء المذاهب الباطلة وخاصة عمد الواقفة ورؤسائهم الذين دعاهم إلى البدعة واضلال الناس: الطمع في حطام الدنيا. وقد صرح بذلك الشيخ في كتاب (الغيبة) عند الرد على الواقفة وذكر عمدهم قال(٤٦) بعد ذكر الطعون عليهم: فكيف يوثق بروايات هولاء القوم وهذه أحوالهم.. وقال بعد الاشارة إلى رواياتهم.. (٢٩): فالرواة لها مطعون عليهم، لا يوثق بقولهم ورواياتهم..

وقال بعد ذكر سبب حدوث مذهب الوقف وهو الطمع إلى حطام الدنيا وذكر قصتهم ومنها قصة ابن السراج هذا: واذا كان اصل هذا المذهب أمثال هولاء كيف يوثق برواياتهم او يعول عليها. وح فما حكم به الشيخ في الفهرست بل وكذا النجاشى في المتن بانه ثقة في الحديث محل نظر، هذا بناء‌ا على ما هو ظاهر الكشى وصريح الشيخ في الغيبة من ذكره في عمد الواقفة ورؤسائهم: قال(٤٤): وروى على بن حبشى بن قونى عن الحسين بن احمد بن الحسن بن على بن فضال قال كنت أرى عند عمى على بن الحسن بن فضال شيخا من اهل بغداد وكان يهازل عمى، فقال له يوما: ليس في الدنيا شر منكم يا معشر الشيعة او قال: الرافضة، فقال له عمى: ولم لعنك الله؟ قال: أنا زوج بنت احمد بن أبى بشر السراج قال لى لما حضرته الوفاة: انه كان عندى عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفرعليه‌السلام ، فدفعت ابنه عنها بعد موتهعليه‌السلام وشهدت انه لم يمت فالله الله خلصونى من النار وسلموها إلى الرضاعليه‌السلام ، فو الله ما أخرجنا حبة، ولقد تركناه يصلى في نار جهنم.

(ثم قال الشيخ): واذا كان اصل هذا المذهب امثال هؤلاء كيف يوثق برواياتهم او يعول عليها.

قلت: مضافا إلى ضعفه سندا بالشيخ البغدادى المقر بسوئه، ودلالة: فان الدفع المذكور لعله كان لاغتراره بشبهة عمد الواقفة، لا لان السراج كان منهم، يدفعه انه قد حققنا في ابحاثنا الاصولية وفى فوائدنا الرجالية الجواب عن هذا الاشكال فانه من الشبهة الموضوعية بالنسبة إلى ما ثبت ببناء العقلاء المعتضد بالكتاب والسنة والاجماع من حجية اخبار الثقات ولا ملازمة بين الفسق او الكفر بابداع مذهب باطل وعدم التحرز من الكذب نعم لا يمكن الوثوق بهم فيما اذا احتمل وضعهم او تحريفهم الاحاديث على هذا الباطل. واما تمسكهم بالاحاديث المأثورة غير الظاهرة، واتباعهم لما تشابه منها ابتغاء تأويلها لما في قلوبهم من الزيغ والطمع في حطام الدنيا، فلا يمنع عن تحرزهم من الكذب وكونهم مأمونين في الحديث بلا زيادة ولا نقيصة في الاحكام ومالا يرتبط بمذهبهم الباطل.=