20%

كما أن للتبشير بحتمية ظهور هذا المصلح العالمي تأثيراً على هذه الدعوات فهو يشكل عامل دفع لاتباع الأنبياء للتحرك باتجاه تحقيق أهداف رسالتهم والسعي للمساهمة في تأهيل المجتمع البشري لتحقيق أهداف جميع الدعوات النبوية كاملة في عصر المنقذ الديني العالمي.

ولذلك كان التبشير بهذه العقيدة عنصراً أصيلاً في نصوص مختلف الديانات والدعوات النبوية.

رسوخ الفكرة في الديانتين اليهودية والنصرانية

إن الإيمان بفكرة ظهور المصلح ثابت عند اليهود مدوّن في التوراة والمصادر الدينية المعتبرة عندهم، وقد فصّل الحديث عن هذه العقيدة عند اليهود كثير من الباحثين المعاصرين خاصةً في العالم الغربي مثل جورج رذرفورد في كتابه «ملايين من الذين هم أحياء اليوم لن يموتوا أبداً»، والسناتور الأميركي بول منزلي في كتابه (من يجرؤ على الكلام) والباحثة غريس هالسل في كتابها «النبوءة والسياسة». وغيرهم كثير(١) .

فكل مَن درس الديانة اليهودية التفت الى رسوخ هذه العقيدة فيها. والنماذج التي ذكرناها آنفاً من هذه الدراسات اختصت بعرض هذه العقيدة بالذات عند اليهود والآثار السياسية التي أفرزتها نتيجة لتحرك اليهود انطلاقاً من هذه العقيدة، وفي القرون الأخيرة خاصة بهدف الاستعداد لظهور المنقذ العالمي الذي يؤمنون به.

وسبب هذا التحرك هو أن عقيدة اليهود في هذا المجال تشتمل على تحديد زمني لبدء مقدمات ظهور المنقذ العالمي; الذي يبدأ من عام (١٩١٤) للميلاد ـ وهو عام تفجر الحرب العالمية الاُولى كما هو معروف ـ، ثم عودة

ـــــــــــ

(١) راجع أيضاً أهل البيت في الكتاب المقدس، احمد الواسطي : ١٢١ ـ ١٢٣.