10%

ترسيخ الايمان بوجوده

وتحققت من هذه اللقاءات إضافة لذلك ثمار مهمة تتمحور حول ترسيخ الإيمان بوجودهعليه‌السلام وإزالة التشكيكات المثارة تجاه ذلك في كل عصر بما يعزز مسيرة المؤمنين في التمهيد لظهورهعليه‌السلام ، خاصةً وأن معظم هذه المقابلات تقترن عادة بصدور مالا يمكن صدوره عن غير الإمامعليه‌السلام من ايضاحات علمية دقيقة أو كرامات إعجازية تقطع أي مجال للشك في هويته ـ عجل الله فرجه ـ وهي في معظم الأحوال تكون بمبادرة من الإمام نفسه وبصورة لا يتوقعها الفائز بلقياهعليه‌السلام ، وبعد مدة ـ قد تطول أحياناً ـ من صدق المؤمن في طلب مقابلته والإخلاص لله في القيام بالأعمال الصالحة بهدف الفوز بذلك، كما أنها عادة ما تكون بالمقدار اللازم لقضاء حاجة المؤمن الطالب لها أو تحقيق الإمام للغاية المرجوة منها وغالباً ما ينتبه المؤمن الى أنّ من التقاه هو الإمام المهديعليه‌السلام بعد انتهاء المقابلة، وكل ذلك حفظاً لمبدأ الاستتار في هذه الفترة.

حضور موسم الحج

وتصرح الأحاديث الشريفة بأن من سيرتهعليه‌السلام في غيبته حضور موسم الحج في كل عام، وواضح مافي حضور هذا الموسم السنوي المهم من فرصة مناسبة للالتقاء بالمؤمنين من أنحاء أقطار العالم وإيصال التوجيهات إليهم ولو من دون التعريف بنفسه بصراحة والتعرف على أحوالهم عن قرب دون الحاجة الى أساليب إعجازية.

إنّ الأحاديث الشريفة التي تذكر حضورهعليه‌السلام هذا الاجتماع الإسلامي السنوي العام، ذكرت أنهعليه‌السلام : «يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه»(١) ، ويبدو أن المقصود هو الرؤية مع تحديد هويتهعليه‌السلام ، بمعنى أن يعرفوه أنه هو المهدي، إذْ توجد عدة روايات اُخرى تصرح برؤيته في هذا الموسم وبعضها يصرح بعدم معرفة المشاهدين لهويته على نحو التحديد واقتصار معرفتهم بأنّه من ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) .

ـــــــــــ

(١) الكافي: ١/ ٣٣٧، ٢٣٩، غيبة النعماني: ١٧٥.

(٢) راجع مثلاً الرواية التي ينقلها الشيخ الصدوق في كمال الدين: ٤٤٤.