هذه عناوين أبرز التكاليف الخاصة بعصر الغيبة وثمة تكاليف خاصة ببعض الحوادث التي تقع فيه أو بعض علائم الظهور مثل مناصرة حركة الموطئة ـ الذين يوطّئون للمهدي سلطانه ـ أو اجتناب فتنة السفياني أو تشديد الحذر عند ظهور بعض العلائم القريبة من أوان الظهور وغير ذلك.
وبعد هذا العرض السريع ننتقل للحديث عن واجب الانتظار الذي يمثل أهم هذه التكاليف ويشتمل العمل به على معظم التكاليف السابقة، ونتناوله ضمن الفقرات التالية.
أهمية الانتظار
تؤكد الأحاديث الشريفة وباهتمام بالغ على عظمة آثار انتظار الفرج; بعنوانه العام الذي ينطبق على الظهور المهدوي كأحد مصاديقه البارزة; وكذلك على انتظار ظهور الإمام بالخصوص. فبعضها تصفه بأنه أفضل عبادة المؤمن كما هو المروي عن الإمام عليعليهالسلام : «أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله»(١) ، وعبادة المؤمن أفضل بلا شك من عبادة مطلق المسلم، فيكون الانتظار أفضل العبادات الفضلى إذا كان القيام به بنية التعبد لله وليس رغبة في شيء من الدنيا; ويكون بذلك من أفضل وسائل التقرب الى الله تبارك وتعالى كما يشير الى ذلك الإمام الصادقعليهالسلام في خصوص انتظار الفرج المهدوي حيث يقول: «طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»(٢) . ولذلك فإن انتظار الفرج هو «أعظم الفرج»(٣) كما يقول الإمام السجادعليهالسلام ، فهو يدخل المنتظر في زمرةِ أولياء الله.
ـــــــــــ
(١) المحاسن للبرقي وعنه في بحار الأنوار: ٥٢/ ١٣١ .
(٢) كمال الدين: ٣٥٧.
(٣) كمال الدين: ٣٢٠ .