طول عمر المصلح في الفكر الانساني
إن الأوصاف التي يذكرها المفكر الايرلندي للمصلح العالمي من الكمال الجسمي والعقلي وطول العمر والقدرة على استجماع خبرات العصور والأطوار بما يمكنه من انجاز مهمته الاصلاحية الكبرى قريبة من الأوصاف التي يعتقد بها مذهب أهل البيتعليهمالسلام في المهدي المنتظرعليهالسلام وغيبته.
وقضية طول العمر في هذا المصلح العالمي التي أكد ضرورتها برناردشو; تشيرُ الى إدراك الفكر الإنساني لضرورة أن يكون المصلح العالمي مستجمعاً عند ظهوره لتجارب العصور لكي يكون قادراً على إنجاز مهمته(١) ، وهذه الثمرة متحصلة من غيبة الإمام المهديعليهالسلام الطويلة حسب عقيدة الإمامية الاثني عشرية، ولكن الفرق هو أن عقيدتنا في الإمام المعصوم تقول بأنه مستجمع منذ البداية لهذه الخبرة والثمار المرجوة من طول عمره، فهوعليهالسلام مؤهّل بدءاً لأداء مهمته الاصلاحية الكبرى ومسددٌ إلهياً لإنجازها، قادرٌ عليها متى ما تهيأت الأوضاع الملائمة لظهوره. وانّ طول الغيبة يؤدي الى اكتساب أنصاره والمجتمع البشري واقتطافهم لهذه الثمار فيستجمعونها جيلاً بعد آخر(٢) .
ـــــــــــ
(١) راجع توضيح هذه النقطة في البحث القيم الذي كتبه آية الله الامام الشهيد الصدر حول المهدي : ٤١ ـ ٤٨ ، ط ٣ دار التعارف.
(٢) لمزيد من التوضيح راجع تأريخ الغيبة الكبرى : ٢٧٦ وما بعدها.