قبل ان يتوجه لمجاهدة اليهود ثم الروم وقتل الدجال وفتح الأرض كلّها. بل ويعمد قبل البدء بتصفية الجبهة الداخلية بتنظيم صفوف جيشه ويعيّن القادة العسكريين الأكفاء ويعقد لهم الألوية ويذهب بالعاهات والضعف عن أنصاره ويقوّي قلوبهم(١) ويملأها إيماناً بالحق الذي يجاهدون من أجله ويبتليهم ويمحصهم(٢) ، لكي يتحرك لانجاز مهمته الإصلاحية الكبرى بجيش عقائدي قوي ومنسجم يتحلى بالكفاءة القتالية المطلوبة والقوة المعنوية اللازمة.
سيرته المالية
يعيد المهدي الموعود ـ عجل الله فرجه ـ نظام «التسوية في العطاء»(٣) الذي كان سائداً على عهد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ثم غيّر وبُدّل من بعده وأُبتدعت بدله معايير جديدة أحدثت نظام التفاضل الطبقي بالتدريج بالرغم من التزام الوصي الإمام عليعليهالسلام إبان خلافته بنظام التسوية في العطاء وتابعه على ذلك ابنه الحسنعليهالسلام في شهور خلافته القليلة لكنه قد غاب بالكامل بعد استشهادهما، وبدأ بنو أمية بالاستئثار بأموال المسلمين وتقييد العطاء من بيت المال بمصالحهم السياسية وتحويله من عطاء شرعي الى رشاو مقيتة يستجلبون بها الأنصار لهم على الباطل أو يشترون به سكوت البعض عن الحق.
والمهدي المنتظرعليهالسلام يجعل بيت المال قسمة مشتركة بين المسلمين دونما تفاضل أو تمييز، فالجميع متساوون في الانتفاع من النعم الإلهية والخدمات المستثمرة من الأموال العامة، تطبيقاً لأحد أبعاد العدالة المحمدية المكلّف باقرارها. وتصرح الأحاديث الشريفة بأنه ينهي الحالة الإقطاعية
ـــــــــــ
(١) اثبات الهداة : ٧١ .
(٢) الكافي: ٨/ ١٦٧، كمال الدين: ٦٧٢.
(٣) مسند أحمد: ٣ / ٣٧، ملاحم ابن المنادي: ٤٢، ميزان الاعتدال: ٣/ ٩٧.