10%

وروى البخاري في تأريخه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة في مسنده والطيالسي في مسنده وأبو يعلى والطبراني والبزار والهيثمي وغيرهم بألفاظ متقاربة وأسانيد عديدة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال واللفظ للطيالسي : « مَن مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية، ومَن نزع يداً من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له »(١) .

وعلق ابن حبان على الحديث موضحاً معناه بقوله : قال أبو حاتم: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مات ميتة الجاهلية» معناه : مَن مات ولم يعتقد أن له إماماً يدعو الناس الى طاعة الله حتى يكون قوام الإسلام به عند الحوادث والنوازل، مقتنعاً في الإنقياد على مَن ليس نعته ما وصفنا مات ميتةً جاهلية(٢) .

معنى « الأمر » في الكتاب والسنة

إنّ الحديث الأول قد صرّح ببقاء «الأمر» في قريش ما بقي البشر على الأرض فلا تخلو الأرض من قرشي يكون له « الأمر »، فما هو المقصود من « الأمر » هنا ؟ ! وهل يمكن تفسيره بالاستلام الفعلي للحكم الظاهري للمسلمين ؟ !

الجواب: أنّ الواقع التأريخي ينفي هذا التفسير، وعلى الأقل منذ سقوط الخلافة العباسية الى اليوم لم يكن حكم المسلمين لقرشي كما هو معلوم، لذا لا يمكن تفسير « الأمر » بغير القول بمعنى الخلافة العامة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الوصاية على الدين وحفظه والدفاع عنه وهداية الخلق إليه، الأمر الذي يؤهل صاحبه لقيادة المسلمين والحكم الظاهري، فالأمر هنا هو من نوع

ـــــــــــ

(١) تاريخ البخاري: ٦/ ٤٤٥، مسند احمد: ٣/ ٤٦٦، صحيح ابن حبان: ٧/ ٤٩، مسند الطيالسي : ١٢٥٩ الحديث رقم ١٩١٣ مسند ابن أبي شيبة: ١٥/ ٣٨، المعجم الكبير للطبراني: ١٠/ ٣٥٠،مجمع الزوائد: ٢/ ٢٥٢، عن أبي يعلى والبزار والطبراني.

(٢) صحيح ابن حبان: ٧/ ٤٩.