10%

ومن إجراءاتهعليه‌السلام في هذا المجال ـ تأكيده على استخدام اسلوب الاحتجاب والتعامل مع المؤمنين بصورة غير مباشرة تعويداً لهم على مرحلة الغيبة فكان : يكلم شيعته الخواص وغيرهم من وراء الستر إلا في الأوقات التي يركب فيها الى دار السلطان وانما كان منه ومن أبيه قبله مقدمة لغيبة صاحب الزمان لتألف الشيعة ذلك ولا تنكر الغيبة وتجري العادة بالاحتجاب والإستتار(١) ، ومن هذه الاجراءات تثبيت نظام الوكلاء عن إلامام، وتأييد الكتب الحديثية التي جمع فيها أصحاب الائمة مروياتهم عنهم وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) ، ليرجع إليها المؤمنون في عصر الغيبة(٣) .

حضوره وفاة أبيهعليه‌السلام

طبق ما يرويه الشيخ الصدوق في إكمال الدين والشيخ الطوسي في الغيبة فإن الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ قد حضر وفاة أبيه العسكريعليهما‌السلام ، إلا أن رواية الشيخ الطوسي أكثر تفصيلاً من رواية الصدوق التي كَنَّتْ عن حضوره ولم تصرح به، فقد نقل الشيخ الصدوق عن محمد بن الحسين بن عباد أنه قال: مات أبو محمّدالحسن بن عليعليهما‌السلام يوم جمعة مع صلاة الغداة، وكان في تلك الليلة قد كتب بيده كتباً كثيرة الى المدينة وذلك في شهر ربيع الأول لثمان خلون منه سنة ستين ومائتين من الهجرة ولم يحضره في ذلك الوقت إلا صقيل الجارية، وعقيد الخادم ومَن علم الله عزوجل غيرهما...(٤) .

ـــــــــــ

(١) إثبات الوصية للمسعودي : ٢٦٢.

(٢) راجع رجال الكشي: ٤٨١، ٤٥١، ورجال ابن داود : ٢٧٢ ـ ٢٧٣، ووسائل الشيعة: ١٨/ ٧٢، فلاح السائل للسيد ابن طاووس : ١٨٣ وغيرها.

(٣) لمزيد من التفصيلات بشأن دور الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام في هذا المجال راجع كتاب تأريخ الغيبة الصغرى للسيد الشهيد محمد الصدر رحمه‌الله : ٢٦٩ وما بعدها، وحياة الإمام العسكري عليه‌السلام للشيخ الطبسي: ٣١٣ ـ ٣٢٦ .

(٤) كمال الدين : ٤٧٤.