الباب الثالث: وفيه فصول:
الفصل الأول: الغيبة الصغرى للإمام المهديعليهالسلام .
الفصل الثاني: أسباب الغيبة الصغرى والتمهيد لها .
الفصل الثالث: إنجازات الإمام المهديعليهالسلام في الغيبة الصغرى .
الفصل الأول: الغيبة الصغرى للإمام المهديعليهالسلام
تسلّمه مهام الإمامة صغيراً
تسلّم المهديعليهالسلام مهام الإمامة وهو ابن خمس أو ست سنين فهو أصغر الائمة سناً عند توليه مهام الإمامة. وقد أخبرت عن ذلك الأحاديث الشريفة سابقاً(١) .
وليس في ذلك غرابة في تأريخ الأنبياء والرسل وائمة أهل البيتعليهمالسلام فقد سبقه لذلك بعض انبياء الله تعالى حسب نصّ القرآن الكريم كعيسى ويحيى كما سبقه الإمامان علي الهاديعليهالسلام الذي تسلم الإمامة وهو ابن ثمان سنين والإمام محمد الجوادعليهالسلام الذى تسلم الإمامة وهو ابن سبع أو تسع سنين .
وقد خاض الإمام الجوادعليهالسلام امتحانين عامين، الأول منهما كان بحضور مشائخ مذهب أهل البيتعليهمالسلام وكبار علمائهم من أصحاب أبيه، وبعد تسلمه لمهام الإمامة مباشرة، وكان الثاني منهما في مجلس المأمون وبحضور كبار علماء المسلمين يومذاك وكبار زعماء العباسيين الذين كانوا يسعون
ـــــــــــ
(١) راجع مثلاً حديث الإمام الباقر عليهالسلام : «صاحب هذا الأمر أصغرنا سناً وأخملناشخصاً...» غيبة النعماني: ١٨٤.