10%

قبل الله تبارك وتعالى في صغره أو كبره. وقد ثبت أن المهديعليه‌السلام قد حظي بهذا التسديد الإلهي من خلال حوادث عديدة نقلتها كتب الحديث والتاريخ وذكرت صدور كرامات عنهعليه‌السلام لا يمكن صدورها عن غير الإمام، وقد كان بعضها في حياة أبيه وبعضها الآخر في عهد إمامته(١) .

صلاته على أبيه وإعلان وجوده

كان من اُولى المهمات التي قام بها الإمام المهديعليه‌السلام بُعَيْد تسلمه مهام الإمامة هي الصلاة على أبيه الحسن العسكريعليهما‌السلام في داره وقبل إخراج جسده الطاهر الى الصلاة « الرسمية » التي خططتها السلطات العباسية(٢) وكان قيامه بهذه الصلاة يعتبر أمراً مهماً في إثبات إمامته رغم المخاطر التي كانت تتوقع بعد نقل خبر هذه الصلاة.

روى الشيخ الطوسي بسنده عن أحمد بن عبدالله الهاشمي ـ وهو من ولد العباس ـ قال : «حضرتُ دار أبي محمد الحسن بن عليعليهما‌السلام بسر مَن رأى يوم توفي واُخرجت جنازته ووضعت، ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر، حتى خرج علينا غلام عشاري حاف، عليه رداء قد تقنع به فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه، فصلى عليه ومشى، فدخل بيتاً غير الذي خرج منه»(٣) .

وروى الشيخ الصدوق الحادثة نفسها بتفصيلات أدق عن أبي الأديان

ـــــــــــ

(١) مثل تكلّمه عند ولادته وهو في المهد، كمال الدين: ٤٣٣، ٤٤١ وغيرها، ومثل تحدثه بجوامع العلم والحكمة وهو صغير، غيبة الشيخ الطوسي : ١٤٨ وغيرها.

(٢) يظهر أن الصلاة الأولى كانت بحضور وجوه أصحاب الإمام وأرحامه والصلاة الرسمية كانت بحضور ممثلي السلطة العباسية ووجوه المدينة وعامة الناس، راجع تفصيلات ذلك في كتاب بحار الأنوار: ٥٠/ ٣٢٨.

(٣) غيبة الشيخ الطوسي : ١٥٥.