11%

القسم الأَوّل

لمّا اعتلت فاطمة ( عليها السلام ) علة الموت، اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار، يعدنها، فقلنَ لها:

كيف أصبحتِ من علَّتك يا بنة رسول الله؟!

فحمدتْ الله وصَلّت على أبيها ( عليها السلام ) ثمّ قالت:

( أَصحبتُ واللهِ عائفةً لدنياكنَّ، قاليةً لرجالكنَّ، لَفظتُهم بعد أن عجمتهم، وشَنأتهم بعد أن سَبَرتهم.

فقِبحاً لفلول الحدِّ، واللعب بعد الجدّ، وقرع الصفاة، وصدع القناة، وخَطَل الآراء، وزَلَل الأهواء، و ( لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) (1)

لا جرم لقد قلَّدتهم رِبقتها، وحملتهم أوقتها، وشننت عليهم عارها.

فجدعاً وعقراً وبُعداً للقوم الظالمين ) .

نظرة عامة:

يعترض الإنسان في طول حياته أياماً وساعات حسّاسةً تكون بمثابة امتحان له، وبالطبع فإنّ الامتحان الإلهي يُربّي في المرء روحه، ويزيد

____________________

1. سورة المائدة، آية80.