9%

وتمّ أيضاً بناء دار للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأهل بيته ولم يكن البناء ذا كلفة كبيرة فقد كان بسيطاً كحياتهم، ولم ينس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الفقراء الذين لم يجدوا لهم مسكناً يأوون إليه فألحق لهم مكاناً بجانب المسجد(١) .

وأصبح المسجد مرتكزاً في حياة المسلمين العبادية والحياتية فعّالاً في بناء الفرد والمجتمع.

٣ ـ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:

ثم خطا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطوة اُخرى لإقامة الدولة الجديدة والقضاء على بعض قيم النظام القبلي من دون أن يمس القبيلة بشيء ، مستثمراً حالة التعاطف وحرارة الإيمان التي بدت من المسلمين فجعل أساس العلاقة بين الأفراد رابطة العقيدة والدين متجاوزاً علقة الدم والعصبية، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: هذا أخي(٢) ، وأخذ كل رجل من الأنصار أخاً له من المهاجرين يشاركه الحياة. وبذا طوت المدينة صفحة دامية من تأريخها إذ كانت لا تخلو أيامها من صراع مرير بين الأوس والخزرج يؤججه اليهود بخبثهم ودسائسهم وانفتح على العالم عهد جديد من الحياة الإنسانية الراقية حيث زرع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك عنصر بقاء الأمة، وفاعليتها الإيمانية.

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار : ١٩ / ١١٢ ، السيرة النبوية : ١ / ٤٩٦ .

(٢) السيرة النبوية: ١ / ٥٠٤.