9%

٤ ـ ترسيخ دعائم الأمن في المدينة بجعلها حرماً آمناً لا يجوز القتال فيه.

٥ ـ إقرار سيادة الدولة والنظام الإسلامي وإرجاع قرار الفصل في الخصومات إلى القيادة الإسلامية المتمثلة في شخص الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٦ ـ توسيع دائرة المجتمع السياسي باعتبار أنّ المسلمين واليهود يتعايشون في نظام سياسي واحد ويدافعون عنه.

٧ ـ الحث على إشاعة روح التعاون بين أفراد المجتمع المسلم كي يتجاوز الأزمات التي تعترضه.

٥ ـ النفاق وبدايات الاستقرار في المدينة :

اهتم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببناء المجتمع المسلم ومن هنا فرض الهجرة على كل مسلم إلاّ بعذر وذلك لاستقطاب كل الطاقات والكفاءات وسحبها إلى المدينة. وقد تمتعت المدينة في هذا العهد الجديد بحياة الأمن والاستقرار فأصبح الأمر مزعجاً لسائر القوى التي رفضت دعوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أولاً ورأت فيه طرفاً يهدد معتقدها واليوم أصبح كياناً يرتقي بالإنسان نحو الفضائل وقوة تنمو باطّراد لا يصدّه أحد عن نشر رسالته فأسلمت أعداد كبيرة منهم ومضى قسم آخر يخطط للابتعاد عنه أو التحالف معه.

ومن جانب آخر كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرصد حركة النفاق ومساعي اليهود الحاقدة لتقويض الكيان الإسلامي الفتيّ بتمزيق صفوفه بالتفرقة في ما بين المسلمين. ولم تمض فترة طويلة حتى دخل الإسلام في كل بيت من بيوت المدينة(١) ، واتسق النظام الاجتماعي العام تحت حكم الإسلام وقيادة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وفي هذه الفترة شرّعت أحكام الزكاة والصيام وأحكام إقامة الحدود، كما شرع الأذان لإقامة الصلاة وقبل ذلك كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أعدّ منادياً ينادي للصلاة

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية: ١ / ٥٠٠.