وبعد فترة قليلة أفادت الأخبار بأنّ سكان دومة الجندل يقطعون الطريق ويتجهزون لغزو المدينة، فخرج اليهم النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بألف من المسلمين للقائهم، وما أن سمعوا بخروجه إليهم حتّى لاذوا بالفرار مخلّفين وراءهم ما كان معهم من غنائم فاستولى عليها المسلمون دون قتال (١) .
ووردت أخبار جديدة تفيد بأن الحارث بن أبي ضرار ـ زعيم بني المصطلق ـ يعدّ لغزو المدينة فاستوثق النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كعادته قبل كل تحرك ـ من صدق الخبر وندب المسلمين فخرجوا إليهم والتقوا عند ماء يدعى (المريسيع) ونشبت الحرب ففر المشركون بعد قتل عشرة اشخاص منهم، وغنم المسلمون
ــــــــــــ
(١) السيرة النبوية لابن كثير: ٣ / ١٧٧، الطبقات الكبرى: ٢ / ٦٢.