9%

الفصل الثالث: تظاهر قوى الشرك والرد الإلهي الحاسم

١ ـ تحالف قوى الشرك وغزوة الخندق :

أشرفت السنة الخامسة على الانقضاء وكانت كل الأحداث والتحركات العسكرية التي خاضها المسلمون تهدف إلى الدفاع عن كيان الدولة الفتيّة، وتوفير الأمن في محيط المدينة وأفرزت الأحداث تنوعاً وتعدداً في الجهات والأطراف المعادية للدين وللدولة الإسلامية. فسعى اليهود لاستثمار هذا التنوع بتجميعه وتمويله وإثارة النزعة العدائية فيه لاستئصال الوجود الإسلامي من الجزيرة، ومن ذلك أنهم أوهموا المشركين الذين تساءلوا عن مدى أفضلية الدين الإسلامي على الشرك ، بأن الوثنية خير من دين الإسلام(١) وتمكنوا من جمع قبائل المشركين وتعبئتهم وسوقهم صوب المدينة عاصمة الدولة الإسلامية. وسرعان ما وصل الخبر إلى مسامع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو القائد المتحفز اليقظ والمدرك لكل التحركات السياسية، من خلال العيون الثقات.

واستشار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصحابه في معالجة الأمر وتوصلوا إلى فكرة حفر خندق يحصّن الجانب المكشوف من المدينة. وخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع المسلمين ليشاركهم في حفر ذلك الخندق بعد تقسيم العمل بينهم وكان يحضّهم بقوله:

ــــــــــــ

(١) كما ورد في قوله تعالى في الآية : ٥١ من سورة النساء.