9%

٢ ـ الضغط على المسلمين :

لقد تعرض المسلمون لضغوط عديدة أثناء الحصار منها:

١ ـ تناقص الأقوات (المواد الغذائية) حتى بدى شبح المجاعة يدنو من المسلمين(١) .

٢ ـ صعوبة الظروف الجوّية حيث البرد القارس في ليالي الشتاء الطويلة.

٣ ـ الحرب النفسيّة المريرة التي شنّتها جيوب المنافقين في صفوف المسلمين وتخذيلهم عن القتال وتخويفهم من مغبّة الاستمرار في الصمود.

٤ ـ السهر المستمر طوال مدة الحصار حذراً من الهجوم المباغت، فقد أتعب ذلك المسلمين بالنظر إلى عددهم القليل إذا ما قيس إلى كثرة قوّات الأحزاب.

٥ ـ غدر بني قريظة حيث أصبح خطراً حقيقياً يهدد قوات المسلمين داخلياً ويزيدهم قلقاً على سلامة أهاليهم داخل المدينة.

٣ ـ هزيمة العدو :

لقد كانت قوى الأحزاب ذات نوايا وأهداف متخالفة، فاليهود كانوا يحاولون استعادة نفوذهم على المدينة بينما كانت قريش مندفعة بعدائها للرسول والرسالة وكانت غطفان وفزارة وغيرها طامعة في محاصيل خيبر التي وعدها اليهود. هذا من جانب. ومن جانب آخر أحدثت قسوة ظروف الحصار كللاً ومللاً في نفوس الأحزاب إلى جانب ما واجههوه من التحصين وقوة المسلمين التي أبدوها وما قام به (نُعيم بن مسعود) من إحداث شرخ في تحالف الأحزاب واليهود إذ أقدم ـ بعد إسلامه ـ إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلاً: مرني ما شئت. فقال لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(أنت فينا رجل واحد، فَخَذِّل عنا ما استطعت فإنّ الحرب خدعة) .

ــــــــــــ

(١) راجع المغازي: ٢ / ٤٦٥، ٤٧٥، ٤٨٩.