ودعا في اليوم التالي علياً وأعطاه الراية فتمّ الفتح على يديه وسرّ المسلمون والنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم جميعاً، وصالح رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم البقية الباقية من اليهود بعد استسلامهم على نصف ثمار مزارعهم التي أصبحت ملكاً للمسلمين، ولم يعاملهم كما عامل بني النضير وبني القينقاع وبني قريظة; إذ لم تعد قوة اليهود الباقية ذات أثر مهم في المدينة.
٤ ـ محاولة اغتيال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
لقد قررت جماعة في الخفاء قتل النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم غيلةً شفاءً لحقدهم الدفين وإرضاءً لنزعاتهم العدوانية ولهذا أهدت زينب بنت الحارث ـ زوجة سلام بن مشكم اليهودي ـ إلى النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم شاة مشوية ودسّت السمّ فيها وأكثرت منه في ذراعها إذ كانت تعلم أن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم يحب الذراع من الشاة.
فلمّا وضعتها بين يديه أخذصلىاللهعليهوآلهوسلم الذراع فلاك منها مضغة فلم يسغها ولفظها، بينما مات بشر بن البراء بن معرور بعد أن ابتلع مضغة أُخرى منها .
وعفا النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم عنها بعدما اعترفت له بذلك زاعمة أنها كانت تريد اختبار نبوّته، ولم يلاحق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين تواطئوا معها (١) .
وتهاوت أوكار الخيانة أمام صولات الحق والعدل، فما أن تم نصر الله في خيبر حتى قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فبعثوا إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يصالحونه على نصف محاصيل فدك وأن يعيشوا تحت راية الحكم الإسلامي، مطيعين مسالمين فوافق رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم على ذلك.
ــــــــــــ
(١) السيرة النبوية: ٢ / ٣٣٧، المغازي: ٢ / ٦٧٧.