أيها الناس إن ربكم واحد، وإنّ أباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على عجميّ فضل إلاّ بالتقوى، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قالصلىاللهعليهوآلهوسلم :فليبلّغ الشاهد منكم الغائب (١) .
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادّعي إلى غير أبيه أو تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً... والسلام عليكم ورحمة الله) (٢) .
أتمّ المسلمون حجّهم الأكبر وهم يحتفّون بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وقد أخذوا مناسكهم عنه، وقرّر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعود إلى المدينة، ولما بلغ موكب الحجيج العظيم إلى منطقة (رابغ) قرب (غدير خم) وقبل أن يتفرّق الحجيج ويرجعوا إلى بلدانهم من هذه المنطقة نزل الوحي الإلهي بآية التبليغ الآمرة والمحذّرة: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
ــــــــــــ
(١) بحار الأنوار: ٢١ / ٤٠٥.
(٢) العقد الفريد: ٤ / ٥٧، الطبقات الكبرى: ٢ / ١٨٤، الخصال: ص٤٨٧، بحار الأنوار: ٢١ / ٤٠٥، وقد ورد النص في مصادر السيرة والتأريخ مع اختلاف بالزيادة والنقصان.
(٣) للمزيد من التفصيل راجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني الجزء الأوّل.