9%

ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا.

ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب حتى رؤي بياض أبطيهما وعرفه الناس أجمعون. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه) ـ يقولها ثلاث مرات ـ .

ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحقّ معه حيث دار، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب) .

ثم لم يتفرّقوا حتّى نزل أمين وحي الله بقوله تعالى:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) (١) فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي بعدي) .

ثم أمرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن تنصب خيمة لعليعليه‌السلام وأن يدخل عليه المسلمون فوجاً فوجاً ليسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ففعل الناس كلهم ذلك وأمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين ممن معه أن يفعلن ذلك.

وكان في مقدمة المهنّئين أبو بكر وعمر بن الخطاب، كلٌ يقول: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(٢) .

٥ ـ ظهور المتنبئين :

تفرّقت جموع الحجيج من منطقة غدير خم متّجهة نحو العراق والشام واليمن، واتّجه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحو المدينة. وحمل الجميع وصية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالخلافة والقيادة من بعده لربيبه علي بن أبي طالبعليه‌السلام لتستمر حركة الرسالة

ــــــــــــ

(١) المائدة (٥): ٣ .

(٢) راجع تأريخ اليعقوبي: ٣ / ١١٢، ومسند أحمد: ٤ / ٢٨١، البداية والنهاية: ٥ / ٢١٣، وموسوعة الغدير: ١ / ٤٣، ١٦٥، ١٩٦، ٢١٥، ٢٣٠، ٢٣٨، ٢٧٦، ٢٨٣، ٢٨٥، ٢٩٧، ٣٧٩، ٣٩٢، ٤٠٢، والجزء: ١١ / ١٣١.