الفصل السادس: تراث خاتم المرسلينصلىاللهعليهوآلهوسلم
قال تعالى :( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) (١) .
لقد تجلت لنا ـ من خلال دراسة التاريخ الإسلامي ـ الثمار العظيمة لهذه البعثة الإلهية لخاتم النبيين محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم حيث أسفرت نبوته عن:
١ ـ رسالة إلهية شاملة قام بتبليغها إلى البشرية عامّة.
٢ ـ اُمّة مسلمة تحمل مشعل الرسالة وعبير النبوة إلى سائر الأُمم.
٣ ـ ودولة إسلامية ذات كيان سياسي مستقل ونظام إلهي فريد.
٤ ـ وقيادة معصومة تخلف الرسول القائد وتمثّله خير تمثيل.
وإذا قصرنا النظر على التراث المسموع أو المكتوب والمدوّن وكان تعريفنا لتراث الرسول الخاتمصلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه: كل ما قدّمه إلى البشرية والأمة الإسلامية من عطاء مقروء أو مسموع، فينبغي لنا أن نصنّف ما قدّمه إليهم إلى :
١ ـ القرآن الكريم .
٢ ـ السنّة الشريفة.
ويشترك العطاءان بأنهما من فيض السماء على الإنسان بتوسط هذا الرسول الكريم. فهما وحي الله على قلب محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم الذي لم ينطق عن الهوى.
ويتميّز القرآن الحكيم أولاً بأن شكله ومحتواه (نصّه ومضمونه) معاً من الله تعالى، فالصياغة إلهية معجزة كما أنّ مضمونه كذلك. على أن جمعه وتدوينه ـ كما هو الصحيح والثابت تأريخياً ـ قد تمّ في عصر الرسول نفسه وقد تواتر إلينا نصّه بشكل كامل غير محرّف.
والوثائق التاريخية الدالّة على تدوين النص القرآني في عصر الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم غير قليلة، نكتفي بنص قرآني وآخر غير قرآني على ذلك.
ــــــــــــ
(١) الجمعة (٦٢): ٢ .